كتاب

التعليم الأهلي العالي (الخاص)

يعد إنشاء جامعة أهلية في مدينة جدة عام 1964م، بمسمى «جامعة الملك عبدالعزيز» البداية الحقيقية للتعليم الجامعي (الخاص) في المملكة.. وقد تكونت هيئة تأسيسية للجامعة تحت رئاسة ولي العهد حينها الملك فيصل بن عبدالعزيز -يرحمه الله-، وبدأت بكليتان هي كلية الاقتصاد والإدارة وكلية الآداب والعلوم الإنسانية.. وتبدو أهمية التعليم الجامعي الخاص من خلال التطور النوعي والكمي لهذا النمط من التعليم فقد بلغ عدد الجامعات والكليات الخاصة في المملكة في وقتنا الحاضر ما يقارب ثمان وثلاثين جامعة وكلية، تقوم بأداء مهامها الأكاديمية والعلمية، وتقدم العديد من التخصصات التي تتماشى مع احتياجات سوق العمل السعودي في مرحلتي البكالوريوس والماجستير.

إن هذا النوع من التعليم يمثل قطاعا شريكا ومكملا وليس منافساً للتعليم العالي الحكومي، فهو يسهم في توفير فرص الالتحاق للطلاب غير المؤهلين للالتحاق بالجامعات الحكومية أو الطلاب الراغبين في الابتعاد عن القاعات المكتظة في الجامعات الحكومية.


من أجل ذلك وافق مجلس الوزراء على تقديم حزمة من المحفزات لدعم التعليم الأهلي؛ منها تأجير الأراضي الحكومية بأسعار رمزية، وتقديم القروض الميسرة للتعيلم الخاص، وتقديم منح طلابية، بالإضافة إلى صدور توجيه سامي كريم في عام (1424هـ) بالموافقة على لائحة الجامعات الأهلية.. وبالنظر للخبرات العالمية في هذا المجال نجد أن هذا النوع من التعليم ينقسم إلى تعليم ربحي -وعادة تكون نسبة الإقبال عليه قليلة-، وغير ربحي والذي تختلف نسبة إقبال الطلاب عليه من دولة لأخرى، فنجد أن نسبة الالتحاق بالتعليم العالي الخاص -غير الربحي- في أمريكا تبلغ حوالى (30%) وفي البرازيل (35%) وفي ماليزيا أكثر من (50%) وفي اليابان، وكوريا الجنوبية، والفلبين، واندونيسيا تزيد على (70%).. والجامعات غير الربحية على المستوى العالمي تستحوذ على فئة الجامعات ضمن أفضل مئة جامعة في تصنيف (شنغهاي) و(كيوإس تايمز)، مثل جامعة (هارفرد) (وستانفورد).. ومن حيث الجودة نجد أن الجامعات الخاصة غير الربحية في أمريكا تتفوق على نظيرتها الحكومية، ومن تلك الأمثلة جامعة (هارفرد) و(ديوك) و(ستانفورد) و(ومعهد ماساشوستس للتقنية).

وفي الوقت الذي تكون فيه ميزانيات الجامعات الخاصة تقدر بمليارات الدولارات نتيجة للدعم الحكومي ومن رجال الأعمال والهبات والأوقاف وغيرها، نجد أن الكثير من الجامعات الخاصة في المملكة والعالم العربي تعاني من نقص الموارد المالية ومن قلة اقبال الطلاب المتميزين، كان من نتيجته عدم اهتمامها بالبحث العلمي وضعف التعاون والتنسيق بينها وبين الجامعات الحكومية فتحول بعضها إلى مدارس ثانوية عالية.


فأحد أسباب تسيد أمريكا للعالم هو جامعاتها الخاصة وما تنتجه من أبحاث ابتكارية جعلت حوالى (80%) من صادراتها للخارج نتاج الأبحاث الابتكارية للجامعات الخاصة. لذلك ونحن نعيش رؤية ولي العهد -يحفظه الله- فواجب المرحلة دعم هذه الجامعات العظيمة، كما أطلق عليها عالم علم الاجتماع الأمريكي (جوناثون كول) في كتابه جامعات عظيمة.

أخبار ذات صلة

عودة مادة (الخط)!
توقعات الطلاب حول الرواتب..!!
خطراتٌ حول مَهْزلةِ الوقْت
المملكة.. عطاء وهندسة أداء
;
أنيس منصور.. عاشوا في حياتي
بيئات التعليم الجاذبة ورحلة مثيرة للتفكير والتعلم
من الستين إلى التسعين
أغسطس.. وأبناؤنا الطلاب!
;
دجاج ٦٥!!
الصورة الأصيلة
الجمال.. لا لغة له
(أهلاوي وزملكاوي)
;
الكاتب المكروه!!
من حكايات المـاضي
الحاج.. والمعتمر.. ونحن...!
#العمل_عند_نفسي..!