كتاب

بين الحاضر والأمس

اليوم غير وأيام زمان غير، والدنيا دوارة، ودوام الحال من المحال، يشكو الكثير منا مشقة الحياة هذه الأيام التي أصبحت فيها كماليات الأمس من ضرورات اليوم، وانفرط عقد العائلة المتحابة من يوم أن شب الأبناء عن الطوق واختار كل واحد منهم طريقه بعيدًا عن البيت العائلي الكبير الذي كان يضمهم وكانوا على سفرته يتحلقون لتناول وجبات الفطور والغداء والعشاء كل يوم ويتحدثون فيما بينهم عن ما صادفهم في يومهم من أحداث وما حفظوه من شعر ونثر لكبار الشعراء والأدباء.

يتبع الحديث الودي تناول التعتيمة وهي لمن لا يعرفها من أبناء اليوم وجبة العشاء المقدمة للمدعويين في وقت العتمة، أي في منتصف الليل أو بعده بقليل، والتعتيمة مشهورة عند أهالي مكة والمدينة وهي وجبتهم المفضلة في الأعراس والمناسبات الأخرى التي تكون عادة في المساء، وتحظى التعتيمة لدى المكيين والمدينيين باهتمام كبير من حيث الإعداد والتجهيز واختيار المواد وذلك لسهولة وسرعة تحضيرها وقلة تكلفتها، وهي متعددة الأنواع تلبي جميع الأذواق، خفيفة الهضم، لذيذة الطعم وتتكون من خبز الشرِيك والجبن والزيتون والحلاوة الطحينية والهريسة، وهي وجبة لم يسبق لغالبية الأحفاد تذوقها.


ومن المؤسف استسلام ناشئتنا للعم سام وتقبلهم وجباته السريعة في الوقت الذي تَحدّت اليابان مطاعم الهامبورجر بنشرها مطاعم السوشي في كافة بلدان العالم، وموادها صحية مئة بالمئة فهي شرائح السمك الطازج مع الأرز المسلوق بجانب كأس من الشاي الأخضر بدون سكر.

ترى ما ضرنا لو نشرنا أطباقنا الشعبية التراثية من مشويات ومقالي ومقبلات وسلطات حول العالم وهي أطباق يقبل عليها غير العرب بشهية لدرجة أن دولة الكيان الصهيوني تنسبها لها للأسف!!!


أتمنى من مدارسنا التي تقدم لطلبتها وجبة الغداء أن تُعنى بوجبات المطبخ العربي وأن تُدخل فن الطبخ العربي، في المقررات المدرسية، فالطبخ فن من الفنون الجميلة مثل الرسم والموسيقي وللقمة تأثير السحر عند متذوقيها، وهي مفتاح المعرفة والصداقة بين كافة الشعوب.

أخبار ذات صلة

إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!
;
إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!