كتاب

الملاقيف

خلق الله تعالى البشر مختلفين في صورهم وسلوكاتهم وطبائعهم وحتى في قيمهم، وهذا الاختلاف بالطبع يتفاوت بين فرد وآخر، وهذا ما يطلق عليه في علم النفس الفروق الفردية، فلكل واحد منهم سمات لشخصيته قد تختلف كلياً أو جزئياً عن غيره كالشجاع والجبان والكريم والبخيل والمقدام والخجول، وهكذا سمات أخرى كثر يصعب حصرها في هذه المساحة لكن منهم فئة يستوجب الحديث عنها لما تسببه من مشكلات اجتماعية لا حصر لها، تلك الفئة يطلق عليها الملاقيف، والملاقيف جمع ملقوف، والملقوف هو من ينطبق عليهم المثل الشعبي المعروف (لا تدخل عصك فيما لا يخصك) والمثل القائل (من تدخل فيما لا يعنيه لقي مالا يرضيه) أي بمعنى لا تدخل نفسك في أمور لا تعنيك، والملاقيف أيضاً لهم سمات مختلفة في أساليب لقافتهم فعلى سبيل المثال لا الحصر:

بعض الملاقيف تجده لا يحترم سياق الحديث وموضوعه واتجاهه، فتجده يقاطع المتحدثين بأمور خارجة عن هذا السياق، فتجده يهرف بما لا يعرف فيفسد الحوار بمجادلته الخاوية التي لا تلامس الحقيقة بل تثير الكراهية والحقد والبغضاء، وهذه الفئة يغلب عليها سلوك الجلبة والزعيق، حتى إن البعض منهم أصبح معروفاً عند أقرانه فتجدهم يتجنبون إشراكه في حواراتهم وتحييده بالرغم من محاولاته المستميته.


والبعض منهم -أي الملاقيف- تجده ينبش في معلوماتك الخاصة، فيسألك عن كل صغيرة وكبيرة في بيتك وأسرتك وراتبك وماذا تأكل وكيف تنام، وهكذا أمور، وكأنه المحقق كونان، وعند محاولتك تغيير الموضوع تجده يلتف بالحديث من جهة أخرى ليعود إلى النبش الذي تعود عليه وكأن تلك اللقافة ضمن مكونات شخصيته.

ومن الملاقيف أيضاً من تجده يتبع الأساليب المنهي عنها شرعاً كالغيبة والنميمة والبهتان، فعند الحديث تجده يسب هذا ويتهم ذلك ويغتاب هؤلاء، وكما فعل معك يفعل معهم عند الحديث عنك، وهذا الأسلوب بلاشك أسلوب شيطاني ينتج من خلاله تنامي حالة الكراهية بين الأهل والأصدقاء.


ومن الملاقيف من تجده يبحث عن المصائب والكوارث فتجده يتسلل إليها بحثاً عن نصف معلومه ليجعل منها رواية مشبعة بالأكاذيب والمبالغات وبعد ذلك تجده بعدها ينام قرير العين.. حمانا الله وإياكم من كل الملاقيف.. والله من وراء القصد.

أخبار ذات صلة

إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!
;
إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!