كتاب

تُرّهات حول الحضارة

- رفعت الحضارةُ التقنية الحديثة شعار «التّنمية والاستهلاك والبحث عن المزيد.. والمزيد».. لكنّ هذا الشّعار -للأسف - لم يتضمّن الاهتمام بالصّفاء الرُّوحي، والنموّ القيَمي، والتّسامي النفسي، والتحضّر السُّلوكي.

- من الصّعب عليّ الاقتناع بالقول: «إنّ الإنسان كائنٌ أخلاقي»، فعلى الرّغم من مُحاولات البشر للتوصّل إلى عقودٍ اجتماعية مُتوازنة، ليس في رأيي ما يشيرُ إلى ذلك في معيشته العامّة والخاصّة.. بل الواقع يقول إنّه كائنٌ مطبوعٌ على الّلاأخلاقية السُّلوكية، وهو أقرب إلى التوحّش والتسفّل من التحضّر والترفّع.


- وبصورةٍ عامّة، كلّما ازدادت المدنيّة تطوّراً وتقنية وتقدّماً.. ازداد الترفُ والفساد، وانتشر الظُّلم، وانحدر مستوى الأخلاق الفرديّة والعامّة. إنّ فرط التّرف وتفشّي الفساد الأخلاقي، أساسان مشروطانِ لانهيار المُجتمعات وهلاكِ الحضارة.

- المُجتمعات المُتخلّفة المهزومةُ غيرُ المُنتِجة، تتبنّى عادةً نظرية التآمر ضدّها، وتلعب دور الضّحيّة المُفترى عليها، وتتفنّن في تضييع الوقت بانتظار المُخلِّص!. إنّ التحضّر هو أن تسمحَ الثقافة المُجتمعيةُ للفرد بالانعتاقِ والإبداع، والتحرّر والنمو.


- لقد كان لتجريمِ الاشتغال بالفلسفةِ وعلومها الغزيرةِ النّافعة، الأثر العميق في التخلّف الحضاري والجمودِ الفكري. يقول أبو الفلسفةِ الحديثة (ديكارت): «الفلسفةُ هي التي تميّزنا عن الأقوامِ الهمجيّين والمتوحّشين.. وإنّ حضارةَ كلّ أمّة تُقاس بِمقدار شُيوع التّفلسف فيها».

- من أهم المعُوقات التي تعطّل العقل، وتمنع التفكيرَ المنطقي والنظر السليم، الإفراط في تمجيدِ السّلف، واعتبار سيَرهم مثالاً يُحتذى به، وهي ليست كلّها كذلك بالضرورة، بل إنّ في بعض سيَرهِم وقَصصهم، أحداثاً شائنةً يندى لها الجبينُ خجلاً.

- يرى (إريك فروم) أنّ «عبادةَ السّلف» من العباداتِ الوثنية العاطفيّة الذّليلة، وهي عُصابٌ مَرَضي وارتباطٌ عُبودي يُعدُّ شكلاً أدنى للدِّين، وهو يقول: «من المؤكّد أنّ عبادةَ السّلف، هي واحدةٌ من أكثر العباداتِ البدائية انتشاراً في مجتمعنا المُعاصر».

- يُقال إنّ من الحكمة أن ينسجمَ الإنسان مع الكون وما حوله لينعم بالطُّمأنينة.. لكن هذا الانسجام قد يعني الخمول والبَلادة، ومن أجلِ أن يُنتج الإنسان حضارةً، يجب أن يكون مُنتقداً مُتسائلاً غيرَ راضٍ.. فلو استمرّ الناس في قول ما يُعجب الآخرين، وكتابةِ ما ينال استحسان غيرهم فحسْب.. لما تقدّمت المُجتمعات البشرية، ولا تطوّر العلم، ولا تحرّر العبيد.

أخبار ذات صلة

الأمن و(رجاله)..!
قصَّة غشٍّ في جامعة البترول..!!
استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب
المعهد الوطني لأبحاث الصحة في جامعة المؤسس
;
الهيئة الملكية بينبع ومنجزات خمسين عامًا
أول رئيس جامعة أهلية.. غير سعودي
الحزام.. والنفق المظلم
قلق الوجودية
;
قمة البحرين.. والشعب الأعزل
عندما تُخطئ.. لن تنفعك نواياك الطيبة
أمين كشميري.. الرَّجلُ المهذَّبُ
الأمن.. والفقر.. والفساد..!!
;
السيناتور وغزَّة.. والولد الصَّغير!!
عضوية فلسطين في هيئة الأمم.. أحقية قانونية
الحركة المرورية.. وأهل المدينة!!
الأعرابُ.. وردُّ الجوابِ..!