كتاب

عالمات وفقيهات المدينة.. في القرن الرابع عشر الهجري

لم تخلُ المدينة المنورة من العالمات والفقيهات والمحدِّثات في القرن الرابع عشر الهجري، حيث كان لهنّ اتصال علمي، خاصة في الأسانيد والرواية، فمنهنّ:

* الشريفة ميمونة بنت عبدالله الخطيب (توفيت عام 1315هـ، كانت لها مشاركات علمية، فأسرتها من أشهر الأسر العلمية في الشام، ومن قرابتها للعلّامة السيد محمد أبوالنصر بن عبدالقادر الخطيب، وقد نشأت نشأة صالحة، وحفظت القرآن الكريم، ولها مشاركة في العلم والأدب، وأنجبت من زوجيْن عالميْن من أهل المدينة هما: ابن خالتها الشيخ محمد زاهد بن اسماعيل الأيدجنقلي (توفي 1288هـ)، وهو جد بيت زاهد اليوم، والشيخ محمد سعيد بن يحيي دفتردار (توفي 1273هـ)، وأنجبت عالميْن أشرفت على تربيتهما، وهما: الشيخ عمر زاهد وهو جد أمي لأمها - رحمهم الله جميعًا - (1263- 1318هـ)، والشيخ يحيى دفتردار (توفي 1347هـ)، هو زوج السيدة رقية بنت الشيخ أبوبكر بن محمد صالح حمّاد، وقد توفيت في نفس العام سنة 1347هـ، وقد رثاها والدها في قصيدة من 78 بيتًا (مخطوطة)، (أنظر الفصل الثاني عشر من كتاب المدينة المنورة وقصة آل حمّاد عن الأدباء والشعراء والخطباء من الأجداد من آل حمّاد).


* آمنة محمد زاهد (توفيت عام 1323هـ)، عمة جدتي لأمي فاطمة عمر زاهد - رحمهن الله جميعًا- أمها ميمونة بنت عبدالله الخطيب، كانت من فضليات نساء المدينة المنورة، ولها طلب للعلم، وكتبت وصية جامعة تدل على معرفتها بعلوم الدين، تزوجت ملا علي ابن الشيخ عبدالرحمن محمود، وعرفت بثرائها، فكانت صاحبة تجارة. (طوله. د. سعيد. لمحات من الحياة العلمية في المدينة المنورة ص 334).

* الشيخة جيهان بنت عبدالله القفقاسي الشركسي (توفيت عام 1336هـ)، وهي معتوقة شيخ الإسلام عارف حكمت، قال الجودي في رحلته: «وهي امرأة لها من العمر نحو مائة سنة، ففرحت بنا كثيرًا، وحولها كتب بعضها بالعربي، وبعضها بالتركي، وقد أجازها شيخ الإسلام في دلائل الخيرات والبردة للبوصيري والحزب الأعظم لملّا علي القاري.


* الشيخة أمة الله بنت العلامة عبدالغني الدهلوي (توفيت عام 1357هـ)، فقد كان العلماء يقصدونها للاستجازة منها، لعلو سندها، كونها آخر من يروي عن والدها وابن عمها، وكانت قد عرضت القرآن على والدها، والحزب الأعظم ودلائل الخيرات للجزولي، وأخذت عنه الطريقة النقشبندية وأجازها عامة، كما أخذت عن ابن عمها الشيخ مظهر بن أحمد سعيد الدهلوي الطريقة النقشبندية، وأجازها عامة، وبكتابه المقامات السعيدية. (طوله. د. سعيد. لمحات من الحياة العلمية في المدينة المنورة ص 332)، (نقلًا عن الرحلة الحجازية الثانية للسيد عبدالحي الكناني، وهي مخطوطة).

قال الشيخ الختني: «ولمّا قدم شيخنا نقيب الأشراف في المغرب الأقصى السيد عبدالرحمن بن زيدان الحسني، طلب من شيخنا الشيخ عمر حمدان أن يستجيز له منها، فذهب معه عندها، وأشار إليّ أن أذهب معهما، فدخلنا في دارها التي هي دار والدها الواقعة في داخل باب المصري بالمدينة المنورة، فوقفنا بالأسفل وهي في غرفتها الفوقانية، فاستجاز منها لنا شيخنا الشيخ عمر حمدان، فأجازت لنا إجازة مطلقة عامة. (المرجع السابق: ص 333، نقلًا عن مخطوطة «ثبت الختني»).

هذا، وقد أجازت لجماعات من العلماء، وآخر من روى عنها السيد عبدالرحمن بن عبدالحي الكتّاني.

وهكذا نجد أنّ المدينة المنورة لم تخلُ من الفقيهات والعالمات حتى في عهد الاحتلال العثماني، ولكن للأسف هناك تعتيم على أي إنجاز للمرأة من قبل كثير من المؤرخين.

أخبار ذات صلة

إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!
;
إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!