كتاب

مجيرة.. وديار جهينة

الإعلامُ الصادقُ هو وجهُ الحقيقةِ غير المُخادعِ..

إيضاحُ النَّواقص للمسؤول؛ ليس عيبًا أو حرامًا، وإنَّما هو من باب «رَحِمَ اللهُ اِمْرَأً أَهْدَى إِليَّ عُيُوبِي».


ربَّما للمسؤول وجهةُ نظرٍ، أو ربَّما الإمكانيَّات محدودة، أو الميزانيَّة تُصرَف للأولى في الاحتياج..

في يومٍ من الأيام تُوفيت امرأةٌ حاملٌ، وهي تُنقَل من مركز المراميَّة إلى مستشفى العيص، المهيَّأ من وزارة الصحَّة لخدمة قطاع ديار، ومراكز جهينة، فهي المحافظة، والعاصمة الإداريَّة التي تتبعها قرى جهينة جميعًا.


لم تصل المرأةُ؛ لأنَّ الطريقَ غيرُ معبَّدٍ، وإنْ أردتَ الطريق المعبَّد، عليكَ قضاء وقتٍ أطول، ومسافةٍ أكبر حتَّى تصل إلى المستشفى.

علم الأميرُ عبدالعزيز بن ماجد أميرُ منطقة المدينة المنوَّرة -آنذاك- بالأمر، فأمرَ على الفورِ بوضع مشروعِ طريقِ العيص- المراميَّة ضمنَ أولويَّات مشروعات الميزانيَّة وقتها، وهي مسافة لا تزيد عن ١٠٠كم، وبالفعل تمَّ تنفيذ المشروع، ولكنَّ الجهة المختصَّة التي نفَّذت المشروع حوَّلت آخر ٢٠كم لقرية أُخْرى، رغم أنَّ المراميَّة يقطنها أكثر من ثلاثة آلاف نسمةٍ وأكثر.. والـ»20» كم يضطر السكَّان؛ حفاظًا على أرواحهم وسياراتهم، أنْ يسلكوا طريقًا أطول عبر طريق أميرة المربع - العيص.

منذ ذلك الحين، وعامًا يتلوه عامٌ، وأكثر من عشر سنوات، ومازال هذا هو الطريق الوحيد الذي لم ينتهِ بعد.!

وماذا بعد.. هل المسؤول إدارة الطرق، أم الأمانة والبلديات؟، وعلى الأهالي انتظار سنينَ عديدةٍ حتَّى تنتهي مأساة طريق مجيرة! والـ20 كيلومترًا ربَّما لو كلُّ عامٍ انتهينا من كيلومتر واحدٍ، لكُنَّا على وشك الاحتفال بانتهاء المشروع.

* خاتمة:

المدينة المنوَّرة تحظى بدعمٍ كبيرٍ من الدَّولة؛ لأهميَّتها الدينيَّة، ومساحتها، ولكن -مع الأسف- إدارة النقل، والأمانة، ومراكز البلديات تُركِّز اهتماماتها داخل المدينة فقط، مع ترك مسؤوليَّات أُخْرى من طرقٍ وأرصفةٍ جماليَّة للمراكز والقرى، رغم أنَّها تستحقُّ أيضًا الاهتمام، وإلَّا ما الفرقُ بين قرى متجاورة، كل منها يتبع لمنطقة إداريَّة.. هنا جمال، وهناك بعضٌ من الإهمال.. هنا مناظرُ تسرُّ النَّاظرين، وهناك حُفَرٌ تُعطِّل سيرَ الصَّابرين.

الأمانة والنقل والصحة من أهم الخدمات التي لابد أن تصل إلى كل مواطن؛ لذا نتمنى من مدير إدارة النقل، ومعالي الأمين بمنطقة المدينة المنورة أن يقوما بجولة إلى شمال المدينة، نحو ديار جهينة، ولا بأس من زيارة القرى التي تحدها، لربما شعرا بما يجب عمله على الفور وبدون تأخير، فدولتنا الرشيدة تدعم، وعلينا أن نعمل.

أخبار ذات صلة

إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!
;
إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!