كتاب

سعيد.. أخو مسعود!!

من قصصِ التُّراثِ، أنَّ عاملًا في مزرعةٍ يُدعَى «سعيد»، استعانَ بصديقهِ «مسعود» لإخراجِ رأسِ الثَّورِ من زيرِ الفخَّار، الذي دخل فيه وهو يشربُ الماءَ، ولكنَّ الثَّور لم يستطعْ إخراجَ رأسهِ من الزِّير، فحاول «سعيدٌ ومسعودٌ» الإتيانَ بفكرةٍ، فقالَ «مسعودٌ»: اعطنِي السِّكينَ لأقطعَ رأسَ الثَّورِ ونخرجَهُ من الزِّير، وبالفعلِ تمَّ قطعُ رأسِ الثَّور، ولكنَّهم لم يتمكَّنُوا من إخراجِهِ، ففكَّر «سعيدٌ» وقال: لنكسرَ الزِّيرَ ونُخرجَ رأسَ الثَّور، وبالفعل نجحتْ الخطَّة.. ففي الحالتَين السابقتَين، تمَّ كسرُ الزِّير، وقطعُ رأسِ الثَّور، وفرحَ «سعيدٌ ومسعودٌ» بالنَّتيجةِ، حيثُ يعتقدَان أنَّ الأمرَ تمَّ بأقلِّ الخسائرِ.

تقودُنِي القصَّةُ إلى بعضٍ ممَّن يعتقدُ أنَّه ذكيٌّ، وقادرٌ على الوصولِ لأهدافِهِ بأقصرِ الطُّرقِ، فيقطعُ الرَّأسَ ويكسرُ الزِّيرَ.


نحتاجُ أحيانًا من قِبَل بعضِ المسؤولين في جهاتِنَا الحكوميَّة، إلى مراجعةٍ سريعةٍ وشاملةٍ لكافَّة مناحي العملِ التي تخدمُ المواطن، وتساهمُ في نموِّ اقتصادِنَا، وألَّا ننتظرُ أنْ تقعَ الفأسُ بالرَّأسِ، وعند ذلكَ لو استطعنَا من خلالِ أفكارِ «عباس ابن فرناس» الجميلة، أنْ نطيرَ بها عبرَ أحلامٍ سعيدةٍ لتحقيقِ ما نصبوَ إليهِ، لفعلنَا ذلكَ.

ابنُ التَّاجرِ يكونُ -بالأغلبِ- تاجرًا وفاهمًا..


وابنُ المزارعِ يعرفُ معنى ووقتَ الزَّراعةِ.. وهكذا.. والمالُ قد يكونُ أحيانًا سببًا للنَّجاح.. وأحيانًا أُخْرَى لا يساعدُ الفكرُ على أيِّ نجاحٍ.. ففي عُرفِ كرةِ القدمِ مثلًا: المشجِّعُ يستطيعُ أنْ يتقمَّص دورَ المدرِّبِ ودورَ الرَّئيسِ، ولكنَّهُ على أرضِ الواقعِ مُشجِّعٌ ومُحبٌّ فقطْ، إنْ لمْ يمتلكْ العلمَ والقدرةَ والإدارةَ ليعملَ.. التَّشجيعُ هو وسيلةٌ للتَّرفيه.. ولئن تتحوَّل مِن مُشجِّعٍ تملكُ دعمًا، إلى بروازٍ لطفلٍ يريدُ مِن عمِّه أنْ يجمِّلَه مع أهلِهِ وربعِهِ، بعد أنْ آمنَ أبوه أنَّه لمْ يبلغْ سنَّ العقلِ بعد، وإنْ تقدَّمَ به العمرُ، فهذا هو الخطأُ بعينِهِ.

إصلاح الخطأ مسؤولية الجميع، فهناك مسؤول فاشل، وآخر ناجح، ولكنه يقف عند نقطة معينة من النجاح، لا يستطيع أن يتعداها، فمن مصلحة الجميع أن يقال له: «قف هداك الله».. وكفى الله المؤمنين القتال.

* خاتمة:

لابُدَّ ألَّا ننتظر وقوعَ الفشلِ أكثر من مرَّة، بل علينَا بترُ الفاشلِينَ مبكِّرًا.. ليس علينَا أنْ نقرأَ المستقبلَ، ولكنْ علينا أنْ نأخذ معطياتِ العملِ مبكِّرًا، ولا نُجامل «سعيدًا أو مسعودًا».. واللهُ الهادِي إلى سبيلِ الرَّشادِ.

أخبار ذات صلة

يا أمان العالم من جينات يهود!!
معالي الوزير يستمع لنا
برامج العُلا.. تتحدَّى الوقت
أسئلة بلا إجابات.. لأهل التوكات!!
;
خُطب الجمعة.. ودورها التوعوي
الإدارة العامة للمرور.. هل من بدائل؟
الطابوران..!!
الشكر والامتنان لـ(#قوة_الآن)!
;
إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!