كتاب

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة

بعض الكتب اجتاحت العالم وبلغت مبيعاتها الملايين، منها: (إدارة الأزمات)، (إدارة وتسويق)، (تخطيط وتطوير)، (تعاليم شخصية)... إلخ.

إلّا أنه لا ينبغي أن يفوتنا أن نقتدي برحمة الله للعالمين سيد الأنبياء والرسل، «ولكم في رسول الله أسوة حسنة»، وبالتالي فكلّما وجّهنا عنايتنا البالغة لهذه الأسوة يُهدِنا الله إلى سواء السبيل.


فعلى المرء أن يعطي القدر نفسه للقراءة عن سيد الخلق، ليرى بأم عينه بأن ما قرأه من كتب فلاسفة العصر، والمفكرين، والمنظّرين، إنما هو موجود في الأسوة الحسنة لرسولنا صلى الله عليه وسلم، وهو أكثر فائدة من هؤلاء وأجزل عطاء، وأقرب إلى الله توفيقاً، دون أن ننكر ما يُكتب من قبل هؤلاء، ولكن ما قرأناه لهم ليس جديداً، وإنما قصوراً منَّا في التعمق في فهم رسالة سيد الأنبياء.

ومن قبسات سيدنا محمد؛ أنه كان يَعدُّ الخصام عدواناً على حياة الحب وأواصر الود، فقد نهى رسول الله عن ذلك، وأخبر الناس أنه لا يحل لأحدهم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، بل أنبأهم أن القطيعة إذا استطال أمدها تكاد تصير جريمة قتل، وفي الحديث: «من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه».


إن القطيعة اعتداء على أعظم مقدسات الحياة.. الحب!.

ويقول عليه الصلاة والسلام: «كفى بك إثماً أن لا تزالَ مخاصماً».

وقصة الأربعة من أصحابه صلى الله عليه وسلم، ممن كانوا جالسين يتجاذبون ويتمارون، إذ خرج عليهم رسول الله وغضب غضباً شديداً، ثم قال: «مهلاً أمة محمد.. إنما هلك من كان قبلكم بهذا.. ذروا المراء فكفى بك إثماً ألَّا تزال ممارياً.. ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة، ذروا المراء فإن أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان المراء»، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا يريد أن تكون هذه الأخطاء سبيلاً لهدم الحب، ومن ثمَّ أوصى بإقالة العثرة وقبول المعذرة، ويقول: «من أتاه أخوه متنصلاً - معتذراً- فليقبل ذلك محقاً كان أو مبطلاً، فإن لم يفعل لم يرد على الحوض».

ومن القبسات النبوية كذلك، تلك الكلمات الوضَّاءة، فيُخبر صلى الله عليه وسلم أن أحب الناس إليه هم الموطأون أكنافاً، الذين يألفون ويُؤلفون، وأن أبغضهم إلى نفسه هم المشَّاءون بالنميمة الذين يفرقون بين الأحبة.

وموقفه عليه الصلاة والسلام وهو يحدّث سيدنا أبا أيوب وقال له: «يا أبا أيوب، ألا أدلُّك على تجارة يرضاها الله ورسوله؟، قال أبوأيوب: بلى يا رسول الله.. فقال عليه الصلاة والسلام: «صِلْ بين الناس إذا تفاسدوا، وقرّب بينهم إذا تباعدوا».

هكذا سيد البشر عاش حياته كلها محباً، ودوداً، عليه صلوات الله وسلامه.

(مقتبس من السلسلة التي يصدرها الأستاذ أحمد فتيحي، مستنداً إلى المرجع: كتاب إنسانيات محمد، للأستاذ خالد محمد خالد يرحمه الله).

أخبار ذات صلة

«اسحب على الجامعة يا عم»!!
حكاية مسجد في حارتنا..!!
شر البلية ما يُضحك
أطفالنا والشاشات
;
الرد على مزاعم إسلام بحيري في برنامجه إسلام حر
السعودية ومرحلة الشراكة لا التبعية
جلسات علمية عن الخلايا الجذعية
الشقة من حق الزوجة
;
المزارات في المدينة المنوَّرة
خطورة المتعاطف المظلم!
خطورة المتعاطف المظلم!
لماذا يحتاج العالم.. دبلوماسية عامة جديدة؟!
أدب الرحلات.. والمؤلفات
;
كيف نقضي على أساليب خداع الجماهير؟!
المتقاعدون والبنوك!!
د. عبدالوهاب عزام.. إسهامات لا تُنسى
فلسفة الحياة.. توازن الثنائيات