باحتنا أجمل

هذا العنوان هو لمبادرة أطلقتها أمانة منطقة الباحة، وهي مبادرة مجتمعية تتضمن تنظيم حملة مكثفة تهدف إلى تعزيز جهود وأعمال التحسين والتجميل والنظافة وإزالة التلوث البصري في مداخل ومخارج المنطقة والشوارع والمحاور الرئيسية والحدائق والساحات البلدية والمنتزهات.

والباحة هي مقياس الجمال الحقيقي للطبيعة البكر التي لم تتدخل فيها يد الإنسان، حاولت وصفها فعجزت الكلمات أن تخرج من فمي فوقفت بين لساني وشفتي، وعندما حاولت الكتابة عنها تعثر القلم بين أناملي ولم أقوَ على حمله فتكسرت الكلمات على أوراق دفاتري، فلم أجد ماأصفها به إلا هذا البيت من الشعر/

جمالٌ فوق ما وُصفَ الجمالُ وحسنٌ ليس يشبههُ مثالُ

قمت بزيارتها في هذا الشهر الكريم فتجولت بين مدنها وقراها وجبالها وأوديتها، واستمتعت بها أيما استمتاع، فكانت بحق عروس المصايف، ولكن لم ألمس وجود أي مشاريع للقطاع الخاص تساهم في المجال السياحي، فلا يوجد فنادق كبيرة ولا موتيلات راقية ولا مستشفيات خاصة، ولا خدمات سياحية في القرى والتي أراها جزءاً مهماً من سياحة المنطقة، لأن قرى المنطقة في سفوح الجبال أو في بطون الأودية والمناظر الطبيعية تحيط بها من كل مكان، والكثير من المصطافين يفضلون السياحة في الأرياف حيث الطبيعة البكر والهواء العليل والهدوء والراحة وهذا مايميز السياحة في الخارج.

والباحة كمنطقة تشتهر بالسياحة والزراعة، ولكن الملاحظ أن الزراعة تأخرت كثيراً عن السابق، فلم تعد ترى الزراعة منتشرة، ولم يعد هناك اهتمام بها، وكنا نمني النفس بأن تكون جامعة الباحة من أول المهتمين بقطاع الزراعة والسياحة، من خلال إنشاء كليات تخدم هذين القطاعين، ولكن للأسف لم تفعل ذلك مع أن من أولويات الجامعة خدمة سوق العمل بالخريجين الذين تحتاجهم المنطقة.

ومن حسن حظ الباحة أن الأمير الدكتور حسام بن سعود أمير المنطقة ذو خلفية اقتصادية، وله خبرة كبيرة في العمل في القطاع الخاص، وهذا سيساهم في جذب رؤوس الأموال والمشاريع الكبيرة، سواء في مجال السياحة أو الزراعة، ودعوة الشركات ورجال الأعمال لزيارة الباحة، وطرح الفرص الاستثمارية أمامهم، وعقد ورش العمل في مجال السياحة والزراعة، واستضافة المنتديات والمؤتمرات المحلية والدولية، لتساهم في نهضة المنطقة وتزيد من ألقها كواجهة سياحية، وكرافد اقتصادي زراعي، وهذا ما يأمله أبناء المنطقة من سموه، فالباحة منطقة بكر وكنز لم يحسن استغلاله.