من المهم أن يحرص المسلم على استغلال شهر رمضان، دقائقه وثوانيه، وخصوصًا لياليه الغالية النفيسة في العشر الأواخر، والتي انطلقت يوم أمس الخميس، والتي يعرف المسلم أهميتها وفضلها الكبير، وقد استغل عدد من النجوم العالميين شهر رمضان، فتوافد عدد منهم إلى مكة لأداء العمرة، واستثمار فضل العمرة في رمضان، كما جاء في الحديث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (عمرة في رمضان كحجة معي)، ومعناه أي في الأجر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وليس أنها تكفي عن الحج، الركن الخامس من أركان الاسلام، فهنيئًا لمن وفقه الله للقيام بعمرة في هذا الشهر الفضيل، وكذلك فإن الصلاة في مكة الفرض فيها بأجر مئة ألف صلاة، وهو فضل عظيم، وصلاة يوم واحد بـ(٥٠٠) ألف صلاة في الأجر فقط، وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلاَّ المسجد الحرام)، ففي المسجد النبوي أجر الصلاة بأجر ألف صلاة، وفي المسجد الحرام بأجر مئة ألف صلاة، فضلٌ عظيم لمَن وفقه الله لذلك.
وقد كانت فرصة لبعض نجوم أوروبا المسلمين في استغلال نهاية الموسم الكروي في القدوم لمكة المكرمة وأداء العمرة، حيث كانت البداية بحضور بوجبا لاعب مانشستر يونايتد، ثم توران لاعب برشلونة التركي المسلم، ثم اللاعب الجزائري العالمي المسلم رياض محرز لاعب ليستر ستي الإنجليزي، وكانت فرصة لهم أداء العمرة واستثمار أوقاتهم فيما يعود عليهم بالخير والنفع؛ وجميل أن يحرص هؤلاء النجوم المسلمين على أداء واجباتهم الدينية، واستثمار الأوقات الفاضلة للتزود منها في الطاعة والقيام، ليكونوا قدوة حسنة عن تمثيل إسلامهم أمام معجبيهم على مستوى العالم؛ نسأل الله أن يثبتنا وإياهم على الدين.
فالعشر الأواخر فرصة ثمينة لمن جاء إلى مكة والمدينة لاستغلال هذا الفضل العظيم، واستغلال ما تبقى منه في الأعمال الصالحات، نسأل الله أن يتقبل منا ومنهم صالح الأعمال.. وما أجمل أن يستغل المسلم المُقصِّر الذي لم يعمل في بداية الشهر ولم يبذل الجهد في الأيام الماضية أن يستدرك ما تبقى من رمضان، فالأعمال بالخواتيم؛ فلعله تصيبه رحمات الله، ويكون ممن شمله سبحانه وتعالى بالعتق من النار، فلله في كل ليلة عتقاء من النار، وفي آخر ليلة من رمضان يعتق بمثل عدد ما أعتق في جميع ليالي رمضان، نسأل الله أن يجعلنا جميعًا من عتقائه في هذ الشهر الفضيل، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
