author

Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أيمن بدر كريّم
مِن أفكارِ «فرويد»
أتناولُ بعضًا من آراءِ الطَّبيبِ وعالِمِ النَّفسِ (سيغموند فرويد)، والتِي مهَّدتِ الطريقَ لتحليلِ جوانبَ مِن النَّفسِ البشريَّةِ واضطراباتِهَا وعُقدِهَا. فمثلًا، يرَى (فرويد) أنَّ مبدأَ «اللذَّةِ» سببٌ لكثيرٍ من مُمارساتِنَا الدِّينيةِ.. أي ترقُّبُ اللَّذة اللَّاحقةِ عن طريقِ التضحيةِ بِلذَّةٍ مُمكنةٍ حاليَّةٍ، لدرجةٍ قدْ تصلُ حدَّ «العُصابِ» والوَسواسِ...
الأخلاقُ.. كائنٌ حيٌّ!
- الأخلاقُ.. مجموعةُ أحكامٍ قِيَميَّةٍ، وبعضهَا دينيَّةٌ، يتبنَّاهَا مجتمعٌ معيَّنٌ، تحاولُ ضبطَ معاييرِ التصرُّفاتِ الفرديَّةِ والجماعيَّةِ، لتضمنَ اتِّساقَ النمطِ العامِّ وسلاسةَ عملِ المُجتمعِ.. أي خلقَ شخصيَّةٍ فرديَّةٍ نمطيَّةٍ تقومُ بدورِهَا لسلامةِ أداءِ هذا المُجتمعِ، بغضِّ النَّظرِ عن كونهِ سليمًا أو مجنونًا!.- الأحكامُ الأخلاقيَّةُ، متغيِّرةٌ، خاضعةٌ للعُرفِ...
أنا ونحنُ.. وآخرون
- يتذبذبُ الإنسانُ بين حالتيْنِ لا خلاصَ منهمَا: حنينهُ للعُزلةِ.. وحاجتُه للنَّاسِ. ففِي العُزلةِ يكتشفُ نفسَهُ، ويختلِي بتأمُّلاتِهِ، ويتعافَى من الصَّخبِ.. وباختلاطِهِ بالنَّاسِ، تتكوَّنُ شخصيَّتهُ وتُشبَعُ حاجاتُهُ الجسديَّةُ والعاطفيَّةُ والذِّهنيَّةُ. ينبِّهُ (آدم سميث) على الأَهمِّيةِ الاجتماعيَّةِ للفردِ خلالَ سنواتِ تنشئتِهِ فيقولُ: «الَّذِينَ يترعرعُونَ في عُزلةٍ، لنْ...
حول همجيَّة الطبيعة البشرية
- الطبيعةُ البشريَّةُ تظلُّ بدائيَّةً همجيَّةً في عُمقِهَا، وهِي أسيرةُ مجموعةِ غرائزَ حيوانيَّةٍ وانفعالاتٍ عاطفيَّةٍ، ومَا نُسمِّيه العَقل، ليسَ إلَّا تنظيمًا لتلكَ الغرائزِ والانفعالاتِ والعُقدِ النفسيَّةِ؛ لتصبَّ في المصلحةِ الفرديَّةِ والمكاسبِ الشَّخصيَّةِ، فحسْب.. هذِهِ هِي الحقيقةُ المُجرَّبةُ. إنَّ فَهمنَا لطبيعتِنَا البشريَّةِ كمَا هِي مِن دونِ تجمُّلٍ،...
الخيارات الشخصية.. ونصائح الآخرين
إضافةً إلى الظروفِ القاهِرة، الحياةُ تدور حولَ خياراتٍ نقومُ بها في مَراحل حسّاسة من حياتِنا وتطوّرنا، والمُعضلة، أنّ كثيراً من تلك الخَيارات، تظهرُ ونحنُ في مرحلةٍ معرفيةٍ نفسيةٍ قد لا تتناسبُ مع خطورةِ تلك الخَيارات، فهي ستؤثّر على حياتِنا ومُستقبلنا بقدْرٍ أكبرَ ممّا نظن، وستضطرُّنا لمُواجهةِ...
في معاني التخلِّي والاستغناء
- إنَّها مَرحلةٌ مُضطربةٌ، تلكَ التي يُحاولُ المرءُ فيهَا التخلِّيَ عن كثيرٍ من قَناعاتِه ومَفاهيمِهِ؛ وسُلوكيَّاتهِ التّقليديَّةِ العَتيقة، وفي الوقتِ ذاتِهِ، يتبنَّى الجديدَ منها مُفتقدًا السَّلامَ والانسِجامَ، وكأنَّه يتعلَّمُ المَشيَ مِن جَديدٍ.. إنَّها مَرحلةٌ عَسيرةٌ، لكنَّها ضَروريَّةٌ.- تعلُّم فنونِ التخلِّي والتَّركِ، وعدمُُ التعلُّقِ بالخلْقِ، مِن أساساتِ...
الوحدة النفسية.. والعزلة الاختيارية
الوحدةُ المَرَضيَّة.. ذلكَ الإحساسُ الذَّاتيُّ المُزمنُ بالألَمِ النفسيِّ الاجتماعيِّ بوحدانيَّةِ الشُّعورِ، والافتقارِ إلى الارتباطِ الحميميِّ مع الآخرِينَ، وضعفِ التَّواصلِ مع المُحيطِينَ بِنَا، ولَو كانُوا قريبِينَ، بشكلٍ مُنفتحٍ وصريحٍ حولَ مشاعرِنَا ومعاناتِنَا.أتحدَّثُ عن واقِعِ شعورِنَا بأنَّنَا أغرابٌ مُتوحِّدُون في هذَا العالَمِ الغريبِ، مهمَا ادَّعينَا المَعرفةَ والانفتاحَ، وإحساسنَا...
الإيمان.. وجدلية البراهين!
مُعضلةُ الإيمان، أنَّه تجربةٌ فرديَّة شخصيَّة جُوانِيَّة، مجالُها القلبُ والكشفُ الرُّوحيُّ، ولا يُمكنُ البُرهانُ عليهِ علميًّا، ولا دحضُه علميًّا.. إطلاقًا. لذلك، لا فائدةَ تُرجى من مُحاولةِ إثباتِ الإيمانِ أو نفيِه، ولا إظهارِهِ أو إخفائِه، فالجدلُ، ولو بدا علميًّا، لا يُفيدُ.. إذ يبقى الحَكَم قلبُ المرءِ.. وقلبُه...
في رمضان!.. في رمضان!
- النَّمطُ الاجتماعيُّ في شهرِ رمضانَ في البيئةِ المدنيَّةِ الحديثةِ، مُؤثِّر بصورةٍ سلبيَّةٍ على نظامِ النَّومِ والاستيقاظِ، فالتعرُّض للأضواءِ والصَّخَب في ساعاتِ المساءِ والليلِ، وثقافة التغييرِ الحادِّ والجذريِّ، في جميعِ ما ينتسبُ لهذَا الشَّهرِ من عاداتٍ، وتقاليدَ، وعباداتٍ، ومواعيدَ عملٍ ودراسةٍ، وأنواعِ أطعمةٍ ومشروباتٍ، ونمطِ نومٍ...
الأرقُ.. غيضٌ من فيضٍ!
يتمتَّعُ أصحابُ النَّومِ الجيِّدِ وأوقاتِ النَّومِ والاستيقاظِ المُنضبطةِ، بصحَّةٍ بدنيَّةٍ ونفسيَّةٍ أجودُ من غيرِهم على الأرجحِ، ويتحصَّلونَ بصورةٍ عامَّةٍ على درجاتٍ علميَّةٍ وأكاديميَّةٍ أفضل، كمَا يتميَّزُ أداؤُهم الوظيفيُّ والمهنيُّ بالانضباطِ والإتقانِ. وفي المُقابلِ، يُعانِي كثيرُونَ من الأرقِ المزمنِ وتقطُّعِ ورداءةِ النَّومِ، وقدْ يُرجعُ بعضُهم ذلكَ إلى...
 د. أيمن بدر كريّم