جنرالات في إسرائيل يطالبون بالسلام

جنرالات في إسرائيل يطالبون بالسلام
في إسرائيل شعور بغطرسة القوة، ولم لا؟ فبعد حرب غزة الشرسة التي قتلت فيها إسرائيل أكثر من ألفي شهيد، مازالت القيادة الفلسطينية تتحدث عن السلام باعتباره الخيار الإستراتيجي الوحيد مع أن المتظاهرين الذين اندفعوا للدفاع عن الحرم الشريف في القدس قد أشعلوا فتيل ما يمكن أن يكون الانتفاضة الثالثة، وخارج فلسطين نجد أن الأحداث قد ساعدت على إبعاد العراق وسوريا ومصر من ساحة المواجهة مع إسرائيل، وفي أماكن اخرى من الوطن العربي في اليمن وليبيا والسودان نجد حروبًا وتناحرًا يستدعي اهتمام القوى العربية ويخفف من ضغوط القوى الدولية على إسرائيل. إذًا..ما الذي يدعو إسرائيل إلى تقديم أي 'تنازلات' إلى الفلسطينيين أو إلى القوى الدولية التي تعمل على تحقيق التسوية المنشودة؟ ومع ذلك فلقد انطلقت في إسرائيل مؤخراً أصوات لأكثر من مائة جنرال من قادة الجيش والأمن والاستخبارات المتقاعدين تدعو الحكومة الإسرائيلية إلى ألاّ تنساق خلف الأصوات التي تدعو إلى 'استخدام التهديدات ذريعة للتقاعس عن الشروع في تسوية سياسية'. الجنرالات الذين تصل خبراتهم مجتمعة إلى أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة من العمل العسكري يقولون: إنهم قد تعبوا من الحالة التي تشهد إسرائيل فيها نفسها وهي تخوض حربًا جديدة كل بضعة أعوام بدلاً من التحرك بايجابية نحو السلام والاستجابة لمبادرة السلام السعودية، وتأتي أهمية هذا النداء كونه يصدر عن جنرالات يحسبون عادة في مخيّم الصقور وأن الموقعين ينتمون إلى كل التيارات السياسية في إسرائيل وأن دافعهم الأساسي حسب قولهم هو حرصهم على ألا يدفعوا بأبنائهم إلى حياة من الحروب مثل تلك التي خاضها آباؤهم. هذه الدعوة تستحق الاهتمام، فهي أقوى وأوضح تعبير عن أن في إسرائيل هناك أصوات تدعو إلى الابتعاد عن غطرسة القوة، وتدرك أن ميزان القوى الذي يميل لصالح إسرائيل في الوقت الحاضر لن يظل ساكناً أبد الدهر، وأن حقائق التاريخ والجغرافيا وإحصائيات الديموغرافيا سوف ترجح كفة الحق التاريخي للفلسطينيين، وأن الفرصة الوحيدة لإسرائيل تتمثل فى استغلال فارق القوى الحالي لترسيخ السلام وتثبيت دعائمه وحمايته وإتاحة الفرصة أمام الأجيال القادمة لتحقيق التعايش والوفاق، وأتمنى من القوى العربية الفاعلة ومن الفلسطينيين على وجه الخصوص أن يلتفوا على نتنياهو، وأن يمدوا جسور التواصل مع هؤلاء الجنرالات وغيرهم من أصحاب الأصوات الداعية له والعاملة عليه.

أخبار ذات صلة

«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!
حديث القلب.. من ولي العهد
رؤية الحاضر للمستقبل
عام ثامن لرؤية مباركة
;
تعزيز منهج تعليم الخط العربي
الحُطيئة يهجو نادي النصر
الوعي.. السلاح الخفي!!
الكلمات قد ترسم المسارات..!
;
التَّشهير بالمتحرِّشات
الهلال.. ونعمة الزواج!!
الإداريات والترقيات
من مشكلة إلى سياحة!!
;
أدب في الليث: صالون من الذكريات
كل إناء بما فيه ينضح
{... فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}؟!
أثر حرية التعبير على النهضة العلمية في الإسلام