تحديد السنين لعمل الوافدين!

وَضْعُ المُقيمِينَ الوَافدِينَ إلَى دولِ الخَليجِ؛ مِن أَجْلِ العَمَلِ، يَحتَاجُ إلَى دِرَاسَةٍ مُتعمِّقَةٍ، فهُم مُقيمُونَ بأَجسَادِهِم، أَمَّا قلُوبُهم فَهِيَ مُعلَّقةٌ ببلدَانِهم، لذَلكَ أَشعرُ بالشَّفقةِ والرَّحمَةِ عَليهِم، فلَا هُم مُواطنُونَ يَبنُونَ، ويَشعرُونَ بالانتمَاء، ولَا هُم الرَّاحِلُونَ، الذينَ يَنتَظرُونَ يَومَ المُغَادرةِ، وفَرحةَ العَودَةِ إلَى أَوطَانِهم..!

مِن هُنَا دَعونِي أُفكِّر مَعكُم بصَوتٍ عَالٍ، حَولَ الذينَ سيَأتُونَ للعَملِ فِي 2018، ومَا بَعدَهَا، وأَقولُ: لِمَاذَا لَا تَكونُ عقُودُ العَمَلِ -فَقَط- لمُدَّة أَربَعِ سَنوَاتٍ، غَيرِ قَابلةٍ للتَّجديدِ، تَحتَ أَيِّ ظَرفٍ مِن الظُّروفِ، وفِي هَذَا نَكونُ قَدْ حَقَّقنَا جُملةً مِن الفَوَائِدِ، أَولاَهَا إتَاحةُ الفُرصَةِ لأكبَرِ قَدْرٍ مِن النَّاسِ، للاستفَادةِ والإفَادةِ، التي قَدْ يُعطيهَا للبَلَدِ، ويَأخذُهَا مِن البَلدِ، وثَانيةُ مَزَايَا هَذِه الفِكرَةِ، أَنْ لَا يَنقَطعَ المُقيمُ عَن بَلدِهِ فَترَةً طَويلةً، ويُصبحُ مِثلَ الحَمَامَةِ، التِي ضَيَّعتْ مَشيتهَا، ولَم تُتقنْ مَشيةَ الغُرَّابِ، فيَتحوَّلُ هَذَا المُقيمُ إلَى شَخصٍ نَاقِمٍ، فلَا هُو الذِي بَنَى مُستقبلَهُ فِي وَطنِهِ، ولَا هُو الذِي كَوَّن لَهُ مُجتَمعًا فِي الغُربةِ..!


وثَالثةُ مَزَايَا هَذِه الفِكرةِ، أَنَّنَا سنَضعُ حَدًّا لسِلَاحِ المِنَّةِ، الذِي قَدْ نَسمَعُه مِن المُقيمِ، إذَا مَكثَ -هُنَا- أَكثَرَ مِن 15 سَنَةً، فيَتشدَّقُ فِي مَجالسهِ قَائِلاً: «أَنَا خَدمتُكُم عَشرَاتِ السِّنين»..!

هَذِهِ بَعضُ المَزَايَا، وهُنَاكَ مَزايَا أُخْرَى، أَمَّا السَّلبيَّاتُ فهي مَحدودةٌ، مِثل اعترَاضِ البَعضِ عَلَى فِكرةِ إنهَاءِ عَقدِ العَمَلِ، وأَنَّنَا بحَاجةٍ إلَى تَدريبِ مُقيمٍ كُلَّ أَربَعِ سَنوَاتٍ، وهَذِهِ -فِي نَظرِي- لَيستْ سَلبيَّةً، بَل صِفَة إيجَابيَّة، لأنَّ فِيهَا تَجديدًا للدِّمَاءِ، وكَسرًا للرُّوتينِ، وتَحديثَ مَعلُومَاتٍ للمُدرِّبِ والمُتدرِّبِ..!


حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي أَنْ نَقولَ: لَا يَفهمُ أَحَدٌ مِن كَلامِي شَيئًا مِن التَّعصُّبِ، أَو رَائِحَةً مِن العُنصريَّةِ، بَلْ كُلُّ مَا حَاولتُ طَرحَهُ هُنَا، إجرَاءَاتٌ تَنظيميَّةٌ تَحفظُ حقُوقَ الطَّرفَينِ، ومِثلُ هَذِهِ التَّنظيمَاتِ؛ مَوجودةٌ فِي مُعظمِ دولِ العَالَمِ الرَّاقِي، الذِي يَنظرُ للعَامِلِ، ورَبِّ العَملِ بدَرجةٍ مُتوَازنَةٍ، تَقومُ عَلى سيَاسةِ لَا ضَررَ ولَا ضِرَار..!!

أخبار ذات صلة

إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!
;
إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!