الرفق بالأطفال يُحصِّن الأجيال!!

الطّفُولَة مَرحلَة مِن أَهَم مَرَاحِل العُمر، ولَن أَتحدَّث عَنهَا مِن خِلَال التَّعليم أَو الصحَّة، بَل سأَتنَاول مَا يَمسّ الطّفُولَة مِن حَيثُ التَّربية والتَّرفيه، والبِدَايَات السَّعيدَة، التي تَنعَكَس عَلى الطِّفل عِندَما يُصبح رَجُلًا

..!


وحِين الحَديث عَن هَذه النُّقطَة، لَيس أَمَامنا إلَّا خيَار وَاحِد، وهو الاستعَانَة لَيس بصَديق، وإنَّما بالمُختصِّين، لنَعرف أَهميَّة الطّفولَة وتَأثيرها، عَلى تَشكيل شَخصيَّة الإنسَان، وكَيف أَنَّ المَرَاحِل الأُولَى مِن عُمره، هي التي تُحدِّد كَيف سيَكون مُستَقبله وسلُوكه

..!


ولَعلَّ مِن أَبرَز مَن يُستعَان بِهم فِي هَذا المَوضوع، الكَاتِب الصَّحفي المِصري «مجدي كامل»، الذي أَلَّف قَبل سَنوَات كِتَابًا بعِنوان: «وَرَاء كُلّ دِيكتَاتور طفُولَة بَائِسَة»، تَحدَّث فِيهِ عَن تَأثير سُوء التَّنشئَة؛ عَلَى 14 شَخصيَّة دِيكتَاتوريَّة – وفق تَصنيفه الخَاص طَبعًا-، حَيثُ تَسَاءَل فِي مُقدِّمة الكِتَاب قَائِلًا: (مَا الذي يُمكن أَنْ يُحوِّل المَرء إلَى شَخصيَّة تَدميريَّة؟، ومَا الذي يَدفعه لكَي يَنزَع عَنه آدميته، ويَتحوَّل إلَى وَحشٍ يُخرِّب ويُدمِّر، ويَقتل ويُعذِّب، ويَستَلذ بسَفك دِمَاء بَني جِنسه؟

)..!

ليُجيب نَفسه بنَفسه قَائِلًا: (هَذا هو السُّؤال الذي حَاول البَاحثون الإجَابَة عنه، ولأنَّ المَسأَلَة قَد تَجاوزت السِّيَاسَة، وأَصبَحَت مَادة خَصِبَة للتَّحليل النَّفسي، فقَد تَوصَّل هَؤلاء البَاحثون إلَى أَنَّ أي دِيكتَاتور لَا يَأتي مِن الفَرَاغ المُجرَّد، وإنَّما تَصنعه طفُولته، والبيئَة التي وُلِدَ ونَشَأَ وتَربَّى فِيهَا، ومَا تَخلقه لَه مِن عُقدٍ نَفسيَّة، ذَات تَأثيرات مُدمِّرَة

)..!

بمَعنَى آخَر: نَستَطيع فَهم سلُوك أَي شَخصيَّة؛ إذَا كَانت لَدينَا مَعلُومَات كَافيَّة عَن البيئَة؛ التي اكتَسَب مِنهَا نِمو عَقله وجَسده، حَيثُ يُضيف الأُستَاذ «مجدي» أنَّه (يُوجد فِي الطّفُولَة مفتَاح شَخصيَّة كُلّ دِيكتَاتور، وعَادةً مَا تَشهد تِلك المَرحلَة؛ التي تَتشكَّل فِيهَا شَخصيّته، ظرُوفًا فِي غَاية السّوء والقَسوَة، لَا تَترك للصَّغير فُرصَة، لكَي يَنمو كشَخصٍ سَوي

)..!

هَذا الكَلَام يُقرُّه عُلمَاء النَّفس والعُقلَاء والحُكمَاء، لَكن رُبَّما نَختلف مَع التَّعميم، الذي أَطلقه الأُستَاذ «مجدي كامل» حِين يَقول: (يَبدو أنَّ البيئَات الفَقيرَة لَا تُنتج إلَّا القُبْح

)..!

أمَّا قَائِمة الدِّيكتَاتوريّين الـ14، الذين استعرَض الأُستَاذ «مجدي كامل» بَعض جَوَانب طفُولتهم، فقَد ضَمَّت: «هتلر، وجورج بوش الابن، وصدام حسين، وستالين، وموسوليني، وعيدي أمين، وفلاديمير بوتين، وفرانكو، وبينوشيه، وتشاوشيسكو، وبول بوت، وكاريموف، وبوكاسا، وميلوسيفيتش

»..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟

!

بَقي أَنْ نُذكِّركم -أيُّها الآبَاء والأُمَّهَات- بأنْ تَهتموا بتَربية أَطفَالكم، واعلَمُوا أَنَّ مَا تَزرعونَه اليَوم، ستَحصدونه غَدًا، سَوَاء كَان زَرعًا حَسنًا نَاجِحًا، أَو نَبَاتًا سَامًا، أَو شوكًا مُؤذيًّا.

أخبار ذات صلة

إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!
;
أمير الشرقية يلتقي الكُتّاب
فيضٌ عاطر من صيد الخاطر
رصـــــــاص
متى تتوفَّر مصادر التمويل؟!
;
إسرائيل: كلب مجنون بدون أسنان
عسير.. أيقونة المصايف وعروس السياحة
الذهب الوردي السائل في المملكة
شارع سلطانة!!