القدس: شَتَّانَ بين وعد ووعد!!

وها قد فعلها الأسبوع الماضي أبو إيفانكا، فأعلن من جانب واحد (مقابل دول العالم قاطبة) أنه يعترف بالقدس كاملة عاصمة لإسرائيل. لم يبال الرئيس ترامب بغضب الذين سيغضبون، بل ربما سُرّ به، فلا أحد يجرؤ على اتخاذ قرار ذي قيمة ينغص عليه فرحه العارم وسروره البالغ. بالنسبة له مجرد قرار في (برواز) وقّعه وأراه الحضور متباهيًا مفاخرًا أنه أتى بما لم يأت به الرؤساء الأوائل.

القرار بالنسبة لأي قانوني مبتدئ باطل وغير صحيح، فالقدس وفقًا لقرارات الأمم المتحدة مدينة محتلة عسكريًّا. ويؤكد ذلك الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي، (أن قرار ترمب يستند إلى قرار من الكونجرس الأمريكي، لكنه قرار أحادي الجانب، ومنعدم الأثر قانونيًّا)، ويتعجب من هذا التعسف الأمريكي بالرغم من (أن الدستور الأمريكي هو أول دستور في دساتير الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة يعلي من مبادئ وقواعد القانون الدولي على حساب التشريعات الأمريكية).


وبجانب الاعتراض الشعبي الفلسطيني الذي سيقلق حتمًا العدو الصهيوني المحتل، وتحركات عدد من الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: ماذا بعد؟ من حيث الشعب الفلسطيني، أحسب أن المظاهرات ستستمر، وخسائر العدو الغاصب ستزداد معنويًّا وعسكريًّا مقابل الشهداء والجرحى في جانب إخوتنا الفلسطينيين.

هل سيستمر الزخم الدولي المعارض؟ أم سيتراجع بعد أيام أو أسابيع قليلة، ليعود الكتان كما كان؟ أما الكارثة الكبرى، فهي مسارعة بعض الدول المعترضة اليوم على التطبيع غدًا، بمعنى أن تُنقل سفاراتهم بمجرد اكتمال انتقال السفارة الأمريكية إلى القدس، وإن كان ذلك سيستغرق عدد سنين، لأن الأمريكيين لا يبنون مبانيَ معتادة تؤوي (جيشها) الدبلوماسي، بل تبني قلاعًا هائلة محصنة، ليس ضد الإرهاب وحسب، بل ضد أي تنصت أو اختراق إلكتروني لها.


مرت مائة عام على الوعد المشؤوم، الذي منح أرض فلسطين لثلة غاصبة حاقدة بغير وجه حق، وتُوج هذا الوعد بتنفيذ وعد آخر باطل بطله ترامب.

بقي لنا أن ننتظر نحن المسلمين وعدَ ربنا بزوال دولة أعدائنا!!

S a l e m_ s a h a b @ h o t m a i l . c o m

للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة - إلى 88591 (Stc)، 635031 (Mobily)، 737221 (Zain)

أخبار ذات صلة

التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
;
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»
رسائل مزعجة جداً!!
;
قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!