دراساتٌ ومدافن

• ذات صدق مع النفس، وحرصاً على مقدرات الوطن، صرح أحد كبار المسؤولين في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية قبل (10) سنين مَضيْن بالتمام والكمال، أن المدينة لم تكتفِ بدعم البحوث المختلفة في شتى مجالات العلوم والتقنية فقط أو إجراء البحوث ذات التوجهات الوطنية في مختبراتها وبالتعاون مع المراكز البحثية في الجامعات المحلية وغيرها بل حرِصتْ أيضاً على إيصال نتائج هذه البحوث إلى الجهات ذات العلاقة والمساعدة على كيفية الاستفادة من نتائجها، وأن أيّ بحث يُنفّذ ولا يُستفاد من نتائجه يُعتبر هدراً للأموال وضياعاً للوقت.

• آخر الكلام هو بيت القصيد: أي بحث أو دراسة لا يُستفاد من نتائجها يعتبر هدرًا للأموال وضياعاً للوقت، هكذا بكل وضوح.


• لم أترك هذا الكلام ليمر مرور الكرام، فقد كتبتُ عنه في حينه، وكتبتُ بعدها أكثر من مرّة عن حكاية الصرف على دراسات وأبحاث في غاية الأهمية ويكون مصيرها الإهمال في أقبية أراشيف من تدور في حقولهم وتعنيهم نتائجها.

• أكاد أجزم بأن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لديها القدرة العلمية والتقنية للقيام بدور أكبر بيوتات الخبرة والدراسات، لما تضم في كوادرها من علماءٍ وباحثين في المجالات الحيوية، وكل ما له علاقة بإنسان هذا الوطن، ناهيك عن الدعم المادي والمعنوي اللامحدود الذي تقدمه الدولة للمدينة. خذوا على سبيل المثال: الأمن الغذائي، الإنتاج النباتي، تصنيع وسلامة الأغذية، الأمن المائي، أبحاث في القطاع الصناعي، المجال الصحي (مرض السكّري، هشاشة العظام، تشخيص الملاريا، أبحاث أمراض السرطان.. إلخ) شؤون البيئة، السلامة المرورية، قضايا اجتماعية واقتصادية، تقنية المعلومات، تطوير القدرات العلمية الوطنيّة وغيرها.


• تخيّلوا كل هذه الدراسات والأبحاث الحيوية متعددة التخصصات والحقول لم يُستفد منها بالشكل الذي يُفترض أن يتم، وتخيلوا أيضاً حالنا فيما لو تم تطبيق النتائج والتوصيات التي تم التوصل إليها في تلك الأبحاث والدراسات الهامة؟.

• من سياسات المدينة التي تنتهجها حسبما قرأتُ في موقعها الإليكتروني: تنسيق النشاط العلمي والتقني لمؤسسات ومراكز البحوث العلمية في المملكة، وتحديد الأولويات والسياسات الوطنية في مجالات العلوم والتقنية.

• المؤلم فيما لو التجأت وزارة ما أو جهاز حكومي لطلب حلول لمآزقها (وما أكثرها) أو لوضع خطط مستقبلية للمهام الموكولة لها من دور استشارية سواء محليّة أو عالمية بعقود تقدر تكاليفها بالملايين ولدينا مثل هذه المدينة البحثية العلمية المتقدمة، أليس في ذلك هدر للمال العام وضياع في الوقت الذي نتسابق معه قبل حلول عام 2030م؟.

aalkeaid@hotmail.com

أخبار ذات صلة

التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
;
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»
رسائل مزعجة جداً!!
;
قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!