مزاولة الأعمال التي يحتاجها الوطن.. لا تعيب

لابد لنا أن نصل -في يومٍ من الأيام- إلى أن يقوم أفراد منَّا بأعمال لم يكونوا يرتضونها من قبل، فقد مضى زمان كان يترفَّع الناس في جزيرتنا عن كثير من الأعمال، ومنها ما يتعلق بالصناعة: مثل الحدادة والنجارة وما شابهها من الحرف الشريفة، وكانوا يرونها أعمالًا مرذولة، «النسيب الحسيب» لا يشتغل بها، وكثير من الحرف نالها ما نال هاتين الحرفتين، فالجزارة كذلك بل والعطارة، وكأن «الشريف الحسيب» لا يجب أن يزاول عملًا بيده، بل إن الزراعة كانت عند بعض قبائلنا مهنة مرذولة، ولكن الزمن يتطور، وما كُنَّا نرفض العمل فيه، أصبحنا نحترفه، واليوم إذا أُعلن عن أعمال كالخدمة أو بيع الخضار، أو أعمال تُقاربها، نَفِرَ عددٌ منّا من ذلك، وأخذنا نسمع مَن يُشنِّع على ذلك، ويرى أن شبابنا ونساءنا لا يمكن أن يعملوا في هذه الحِرَف، وإذا كُنَّا في زمنٍ مضى -لتوفُّر المال بأيدينا- نرفض كثيرًا من الأعمال، ظنًا منَّا أنها لا تليق بنا، وإن كانت سببًا لتكوين ثروات لغيرنا، فهي اليوم مما نتسابق للحصول عليه، ومع مضي الزمن وارتفاع أجور ومرتبات المهنيين في شتى الحِرف، حتى الحِرف التي يرفضها منَّا المنتمون إلى القبائل، سيجعلهم يعودون عن آرائهم تلك، ويبحثون عن العمل فيها، وكل حرفة على وجه الأرض يحتاجها الوطن، وتوفر لصاحبها دخلًا يرضيه، فهي عمل لا يعاب، إلا إن كان عملًا يُحرّمه الشرع، والأعمال إنما تتفاضل بكونها أعمالًا تستوجب تخصصات علمية عليا، أو أعمالٍ لا تستوجبها، وتتدرج الأعمال إلى أن نصل إلى العمل اليدوي البسيط، الذي لا يحتاج إلى تخصص دقيق، وتتفاضل في الدخول بحسب ذلك، ومن الناس من لم تتوافر له في الحياة الفرص ليتم تعليمه، ومنهم من فشل في تعليمه منذ البدايات، وكل يجد العمل الملائم لما يُجيده من الأعمال، من أبسط الأعمال إلى أشدها تعقيدًا، ويتفاوت الناس في مدى قدرتهم على الحصول على التعليم الملائم لمواهبهم وقدراتهم، وليس مِن حق مَن لم يتأهل لأعمالٍ وظيفية تحتاج إلى تخصصٍ وإلى مؤهلٍ علمي، وهو لم يتأهل له أن يرفض العمل الأدنى منه، فليست القضية أننا لا نرضى أعمالًا معينة، أن تظل هذه الأعمال نخصصها لعمال وافدين، لن يستمروا في القدوم إلى بلادنا بصفة دائمة، ويوم لا يفدون إلينا سنضطر للقيام بكل الأعمال التي يحتاجها الوطن، ويومها لن نرى منها شيئًا بعيب، ومن لم يرضَ بذلك، فلن يجد حينئذٍ عملًا، ونرجو أن يجد كل من مواطنينا العمل الذي يلائمه.

أخبار ذات صلة

«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!
حديث القلب.. من ولي العهد
رؤية الحاضر للمستقبل
عام ثامن لرؤية مباركة
;
تعزيز منهج تعليم الخط العربي
الحُطيئة يهجو نادي النصر
الوعي.. السلاح الخفي!!
الكلمات قد ترسم المسارات..!
;
التَّشهير بالمتحرِّشات
الهلال.. ونعمة الزواج!!
الإداريات والترقيات
من مشكلة إلى سياحة!!
;
أدب في الليث: صالون من الذكريات
كل إناء بما فيه ينضح
{... فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}؟!
أثر حرية التعبير على النهضة العلمية في الإسلام