توجيه دفّة القيادة نحو طريق السعادة

التَّنظيرُ آفَةٌ بَشريَّةٌ مُشتَرَكَة، يَطُولُ كُلّ شَيء، حَتَّى مَفَاهيم السَّعَادَة، فهَذا يَنصَحك بأَن تُسعد زَوجَتك، وذَاك يَحثّك عَلَى العَيشِ بسَعَادَة، لَكن لَا أَحَد يَجزم بأنَّه يَستَطيع أَنْ يَدلّك عَلَى طَريق السَّعَادَة؛ لِذَا فلنُجرِّب أَنْ نَسلُك فِي هَذَا المَقَال مَسَارَات عدّة، فرُبَّما يَصبُّ أَحدهَا – بالصُّدْفَة- فِي طَريق السَّعَادَة..!

والأَسئِلَة التي تُطرَح هُنَا: هَل الإنسَان خُلِقَ فَقَط مِن أَجْل السَّعَادَة، أَوْ أَنَّ السَّعَادَة أَحَد أَهدَافه، أَوْ أَنَّه خُلِقَ – كَمَا هي النَّظرَة الإسلَاميَّة- لسَعَادة الدَّاريْن؟.. هَذه أَسئِلَة لَا أَملُك الإجَابَة عَنهَا، ولَكن هُنَاك مَثَل إنجلِيزِي يَقول: (لَمْ يُخلَق الإنسَان، ليَنعَم بالسَّعَادَة فَقَط، بَل خُلِقَ ليُحقِّق للبَشريَّةِ، أَشيَاءً عَظيمَة تُسعِدهَا)..!


إنَّ الأشيَاءَ تَتَّضح بأَضدَادِهَا، فلَا نَعرف قِيمة النَّهَار إلَّا إذَا حَلَّ اللَّيل. ولَا نَعرف قِيمة المَاء إلَّا إذَا أَدركَنا العَطَش. وقِيمة السَّعَادَة لَيسَت بَعيدَة عَن هَذا المَفهوم؛ لِذَلك يَقول المَثَل الأسكُتلَندي: (لَولَا الأَلَم لمَا استمتَع الإنسَان بالسَّعَادَة)..!

حَسنًا.. هَل السَّعَادَة تَحتَاج إلَى كُلِّ هَذَا البَحث؟ بمَعنَى أَنَّها مَفهومٌ غَامِض نَسعَى لشَرحهِ، ونَبحَث عَن تَعريف لَه؟ لَا أَظنُّ ذَلك؛ لأنَّ الإنجلِيز يَقولون فِي أَمثَالِهم: (البَاحِث عَن السَّعَادَة؛ كالأَبلَه الذي يَبحَث عَن قُبّعته؛ وهي فَوق رَأسه)..!


والكَثيرُ مِن النَّاس، لَا يَصنَع أَسبَاب السَّعَادَة، بَل يَتركها للقَدَر والمُصَادَفَات السَّعيدَة، وقَد تَنَبّه إلَى هَذا الفَيلسوف «جون باريمور»؛ حَيثُ قَال: (غَالِبًا مَا تَتسلَّل السَّعَادَة مِن بَابٍ، لَم نَدرِ أَنَّنا تَركنَاه مَفتوحًا لَهَا)..!

أَكثَر مِن ذَلك، يُنفِق النَّاس – وبالذَّات النِّسَاء- المِئَات بل الألُوف مِن الرِّيالات، لشِرَاء المَسَاحيق، وإجرَاء العَمليَّات، التي تَجعل وجُوههم حَسنَة وجَميلَة، وغَفلُوا عَن مَسحوق سَهل، فِي مُتنَاولِ الفَقير والغَنِي، ابتَكره الفَيلسوف «بلسنجتون» حِينَ قَال: (مَا مِن مَسحوقٍ للزِّينَة؛ أَجمَل أَثرًا مِن السَّعَادَة)..!

وبَين الثَّروَة والسَّعَادَة جَدلٌ طَويل، هَذا الجَدَل يَطرح سُؤالًا عَريضًا يَقول: هَل الأَثريَاء سُعدَاء؟ لَا أُريد أَن أُطيل فِي الإجَابَة، بَل سأَستَعين بصَديق، وهو فَيلسوف اسمه «سنيكا»؛ حَيثُ يَقول: (إذَا أَردتَ أَنْ تُسعد رَجُلًا، فلَا تَعمَل عَلَى زيَادة ثَروته، بَل حَاوَل أَنْ تُقلِّل مِن رَغبَاته)..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: فِي شَبَابي حَاوَلتُ أَنْ أَكُون غَنيًّا؛ لاعتِقَادي أَنَّ الغِنَى والسَّعَادَة وَجهَان لعُملَةٍ وَاحِدَة، ولَكنَّني فِي مُنتَصف الطَّريق، نَسيتُ السَّعَادَة، ولَم أَبلُغ مَرحلة الغِنَى..!!

أخبار ذات صلة

يا أمان العالم من جينات يهود!!
معالي الوزير يستمع لنا
برامج العُلا.. تتحدَّى الوقت
أسئلة بلا إجابات.. لأهل التوكات!!
;
خُطب الجمعة.. ودورها التوعوي
الإدارة العامة للمرور.. هل من بدائل؟
الطابوران..!!
الشكر والامتنان لـ(#قوة_الآن)!
;
إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!