لا تُطل الانتظار على أرصفة الحياة!

• نفد مخزون المياه العذبة من على ظهر سفينة ركاب ضخمة كانت مبحرة إلى أمريكا الجنوبية.. تنادى الركاب وطاقم السفينة على عجل؛ وراحوا يرسلون الإشارات والاستغاثات علَّ أحدا يلتقطها وينقذهم.. طال صراخهم ولكن دون جدوى، وعندما أوشكوا على الموت عطشاً ويأساً ورعباً، ظهرت في الأفق سفينة قادمة.. زادوا في التلويح والصياح: أغيثونا أغيثونا نريد ماءً.. فجاءهم الرد من السفينة الأخرى بكل برود: ألقوا بدلائكم واشربوا.. فأنتم في الأمازون!. لقد دخلت سفينتهم أكبر أنهار العالم العذبة دون أن يشعروا، لأنهم كانوا منشغلين عن الحل بانتظار مساعدة الآخرين لهم!!.

• كثيرون منَّا تتوه مراكبهم في بحور الحياة لأنهم كأصحاب السفينة ينتظرون الحل من الخارج ولا ينظرون لمواقعهم وفرصهم وإمكاناتهم وقدراتهم.. تنقضي أعمارهم في أنينٍ وتشكّي ولوم بانتظار مساعدة قد لا تأتي، ويدٍ قد لا تمتد إليهم أبدا.. إنهم يستحقون الرثاء والشفقة فعلاً، ليس لأنهم يُعلِّقون حياتهم على مشاجب الآخرين، بل لأنهم لا يُدركون أن الحلول موجودة في دواخلهم، وأنها أقرب إليهم مما يتخيَّلون، لكنهم للأسف لا يستطيعون الوصول إليها لأنهم غارقون في بحور انتظار جحافل المساعدة وجيوش المنقذين.


• سواءَ كنت مخفقاً في حياتك الخاصة، أو في تعليمك، أو كنت عاطلاً عن العمل، أو فقدت أشياء ثمينة، أياً كانت مشكلتك فكُن على ثقة بأن الحياة لن تتوقف من أجلك، وأن الآخرين لديهم ما يشغلهم عن التوقف من أجلك.. وأن أحداً لن يهتم بك أكثر من نفسك، فأسند روحك بروحك، وتعلَّم كيف تقف دون مساعدة.. صحيح أن الإنسان كائن اجتماعي، وأن الخير لم ولن ينقطع بين الناس، ولكن لا تعوّل على أحد؛ فمهما كان حجم مساعدة الاخرين ونوعها وتوقيتها فإنها لن تكون مؤثرة وفاعلة إلا إن أردت أنت ذلك.. تأكَّد أنك حين تنكسر لن يجبرك سوى نفسك.. وحين تنهزم لن ينتصر لك سوى إرادتك، فقُدرتك على الوقوف مرة أخرى لا يملكها أحد غيرك.. واعلم أنك عندما تقرر التحرك باتجاه هدف ما، فإن كل ما حولك سيتضافر معك من أجل تحقيق هذا الهدف.

• لا يوجد عقبات أكبر من تلك التي قد يصنعها الإنسان لنفسه.. الناجحون ليس خلفهم كتائب تدعمهم.. والسعداء لا يملكون مناعة ضد المشاكل.. إنهم فقط يُراهنون على العزيمة والتفاؤل والثقة في النفس، وهذا يكفي.. فاصنع حياتك بعزيمتك، وابنِ مستقبلك بثقتك في نفسك، ولا تطل الانتظار على أرصفة الحياة في انتظار مركبة تنقلك إلى محطة أحلامك.. فهذه المركبة قد تتأخَّر جداً، وقد لا تكون موجودة بالأساس.


• (وما تلك بيمينك يا موسى)..عند الضيق لا تنتظر ما في أيدي الآخرين، فقد يكون الفرج في يمينك وأنت لا تعلم.

أخبار ذات صلة

إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!
;
إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!