لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج

لبى الحجيج نداء أبيهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام المكلف بأمر الله عز وجل، حيث قال في محكم التنزيل: «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق» (الحج 27)، وبدأ الحجاج يتدفقون على هذه الأرض المباركة من كل حدب وصوب طامعين في رحمة الله وغفرانه، سالمين، آمنين، ملبيين فرحين بأن وطئت أقدامهم أرض الحرمين الشريفين لأداء مناسك الحج الركن الخامس من دينهم الحنيف.

قيض الله لهذه البلاد المقدسة حكومة رشيدة وحكّاماً موفقين لخدمة حجاج بيت الله الحرام، ومسجد نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- للعناية بالحاج والمعتمر والزائر للأماكن المقدسة وتقديم كل الدعم المالي والمعنوي (الصحي والأمني والخدمي)، لتسهيل أمورهم حتى وصولهم إلى مبتغاهم والعودة لبلادهم فرحين بما حققوه من الطاعات تبقى عالقة في أذهانهم آماداً طويلة كذكرى عطرة لهذه الأماكن المقدسة ورحلتهم للحج والعودة منها وهم في أحسن حال.


حكومتنا الرشيدة وعلى مختلف قطاعاتها وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- تعمل ليل نهار ولشهور عديدة من السنة لوضع الخطط الكفيلة، بنجاح الحج، وخدمة الحجاج والسعي الدؤوب لراحتهم، وتسهيل أمورهم، وتلبية احتياجاتهم، رغم وصول الأعداد الكبيرة منهم من داخل المملكة وخارجها.

خدمات جليلة تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في العديد من الوزارات، والإدارات الحكومية، والمؤسسات المحلية، والهيئات الدبلوماسية، وما يندرج تحت هذه القطاعات من إدارات مختلفة تعمل بروح فريق العمل الواحد، وتحت قيادة واحدة، من أجل خدمة هذا الحاج، الذي يأمل أن يحصل على الأمن والأمان وحالة من الهدوء والاستقرار لأداء النسك بدون إزعاج، أو إرباك، أو شعارات، يحدثها بعض المارقين عن الدين والمحاربين لله ورسوله بزعزعة أمن بيته الحرام الذي جعله الله مثابة للناس وأمناً.


القطاعات الأمنية بكل فروعها ممثلة في الحج لضمان أمن وسلامة هذا الحاج منذ وصوله من بلاده حتى عودته إليها بعد أن منّ الله عليه بإداء النسك في أمن وأمان حيث وعده الله بهما حيث قال في كتابه العزيز: «ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذابٍ أليم» (الحج25)، فبمجرد النية المبيتة بسوء تصرف، أو سلوك شائن يعكر صفو الحجيج، من: هتافات، أو رفع شعارات، أو مسيرات تضر بأمن الحجاج سوف تواجه بالعذاب الأليم من قبل الله عزّ وجلّ عاجلاً أو آجلاً، وسوف يواجه هؤلاء المحاربون لله ورسوله بقوات ورجال أمن أشداء صارمين يقفون لهم بكل حزم لرد مهاتراتهم ومهازلهم في نحورهم ومنعهم من إيذاء الحجيج بأي شكل كان.

رسالتنا موجهة لحكومة إيران بالذات ومن شايعها من المحاربين لله ورسوله وشعائره المقدسة ونقول لهم: لا تقوون على محاربة الله، أو إيذاء حجاج بيته الحرام، وسوف تواجهون بجنود لا قبل لكم بها، وجنود لم تروها، وسوف يحل عليكم العذاب الأليم، ويجعل الله عدتكم وعتادكم تدميرًا لكم، وتكون نهايتكم مؤلمة محزنة، وتصبحوا خبرًا بعد عين.

حفظ الله بلادنا، وحكّامنا، وشعبنا، من كيد الكائدين، وحسد الحاسدين، وأيدنا بنصره على أعداء أمة الإسلام والمسلمين، وحفظ الله بيته العتيق، ومسجد نبيه -صلى الله عليه وسلم- وشعائره المقدسة من عبث العابثين، وحقد المارقين المبارزين بالعداء لله ورسوله وعباده الصالحين.

أخبار ذات صلة

«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!
حديث القلب.. من ولي العهد
رؤية الحاضر للمستقبل
عام ثامن لرؤية مباركة
;
تعزيز منهج تعليم الخط العربي
الحُطيئة يهجو نادي النصر
الوعي.. السلاح الخفي!!
الكلمات قد ترسم المسارات..!
;
التَّشهير بالمتحرِّشات
الهلال.. ونعمة الزواج!!
الإداريات والترقيات
من مشكلة إلى سياحة!!
;
أدب في الليث: صالون من الذكريات
كل إناء بما فيه ينضح
{... فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}؟!
أثر حرية التعبير على النهضة العلمية في الإسلام