لأجل السنابشات تُغنِي الفراشات!

هُنَاك لَحظات تُعطي مَعنَى للحيَاة، لَا تُحتَسب بالثَّوَانِي، بَل بالأَنفَاس، فيَشعر الإنسَان بالامتنَان للجَمَال، ويُدرك مَعنَى: «الصَّمت فِي حَرَمِ الجَمَالِ جَمَالُ».. فكَيف يَصطَاد المَرء تِلك اللَّحظَات؟، وكَيف يُكثِّف جُزيئَاتهَا فِي تَأمُّلات، تَفوق طَاقة العِبَارَات، لَكنَّها تَتَمَاهَى مَع المَشَاعِر، التي تُترجمهَا إلَى لُغةِ التَّجليَّات..!

رُبَّما أَلهَمت إحدَى تِلك اللَّحظَات الإمَام «النفَّري» ليَقول: (كُلَّمَا اتّسعَت الرُّؤيَة ضَاقَت العِبَارَة)، تَوثيقاً لبَرَاءة اخترَاع تَطبيق «سنَابشَات»، وتَعجيل مِيلاده أَلف سَنَة إلَّا خَمسين عَامًا، ومَن يَدري، رُبَّما كَان التَّاريخ سيُوثِّق اسم السنَّاب الأوَّل، جِدّ السنَّابِين والسنَّابَات، فِي الكِتَاب الخَلَّاب: «المَوَاقِف والمُخَاطَبَات»، لشَيخنَا «النفَّري»..!


حَسنًا، هَل كَان عَلينَا أَنْ نُهدر أَلف عَام، لنَفهم أَنَّ الجَمَال يَستَطيع التَّعبير عَن نَفسه؛ دُون استعَارة حرُوفنَا وكَلِمَاتنَا، وتَشبيهَاتنَا وأَوصَافنَا؟، أَليس مُثيراً للسُّخريَة؛ أَنْ نَنتَظر إلَى مَا قَبل شَهرين ويَومين؛ مِن اجتيَاح «صدَّام» للكويت، عَام 1990، وتَحديداً يَوم 4/6/1990، ليُولد الشَّاب «إيفان شبيغل Evan Spiegel»، الذي أَعَاد صيَاغة علَاقة الإنسَان بِمَا يُحيط بِهِ، وكَيفَ يَتفَاعَل مَع اللَّحظَة؛ دُون أَنْ يَطغى التَّوثيق عَلَى الاستمتَاع بلَحظةٍ مِن اللَّحظَات، التي عبَّر عَنهَا «محمد عبده» بأُمنيَة مُودَعَة فِي أُغنيةٍ، يَقول مَطلعها: (يَا لَيت العُمر يتوقّف عَلَى حَالة هُنَا جَنبك، نعيش فِيهَا ولَا نخفّف مِن الشّوق اللي مَا يُوصف)..!

لَو كَان الإمَام «النفَّري» بَيننَا اليَوم، ورَأَى «إيفان» قَد أَصبَح أَصغَر مِليَاردير فِي العَالَم، بسَبب تَنفيذ الفِكرة؛ التي وَضع شَيخنا أَسَاسهَا النَّظري والفَلسَفي، هَل سيَسيل لُعَابه؛ للاستيلَاء عَلَى نِصف ثَروة الشَّاب «إيفان» عَلَى الأَقَل، وبالقَانُون؟، أَمْ سيُفوِّض أَمره إلَى رَبِّه، ويَضرِب مَثلاً في التَّسَامُح والصَّفح، إكرَاماً لجُهدهِ فِي خِدمة البَشريَّة، واتّخاذ أَقصَر الأَسبَاب للارتقَاء بمَفهوم السِّنَاب.. رُبَّما كَان سيُمزِّق بَرَاءة الاخترَاع، تَقديراً للسيِّدة «حِكْمَة»، ضَالّة مَن يَبذل جُهده فِي سَبيلهَا؟.. الله أَعلَم!! يَبدو مَشهداً أَفلَاطُونيًّا؛ أَجمَل مِن أَنْ يَكون حَقيقيًّا..!


حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: عَامِل الزُّهد بالتَّأكيد، يُرجِّح كَفّة الصَّفح والتَّسَامُح.. ولأنَّ الشَّيء بالشَّيء يُذكَر، لَعلِّي أَحكي هُنَا شَذرَات مِن قصَص عُلمَاء آيركولوجيين، أَضَاعُوا ثُلث أَعمَارهم فِي المَكَائِد والدَّسَائِس، ضِد بَعضهم البَعض، وأَضَاعُوا الثُّلث الثَّاني مِن أَعمَارِهم؛ فِي كَيل الاتّهَامَات لبَعضهم البَعض، بالسَّرقَة والتَّزوير، وفَبركة الأَدلّة العِلميَّة الزَّائِفَة، وقلّة النَّزَاهَة، والافتقَار إلَى الأَمَانَةِ العِلميَّة.. لَكن فِي الثُّلث الأَخير مِن أَعمَارهم، أَصبَح كُلّ وَاحِدٍ مِنهم؛ يَضع كُلّ مَا لَديه مِن وَثَائِقٍ ودِرَاسَات، تَحت تَصرُّف الآخَر، وأَصبَح الشُّغل الشَّاغِل لكُلِّ وَاحِدٍ مِنهم، مُسَاعدة الآخَر، ليُكملوا مَا بَدأُوه قَبل نِصف قَرن، ولَا يَهم مَن يَكتَشف الحَقيقَة، بَل الحَقيقَة نَفسهَا هِي الأَهَم والأَعظَم..!!

أخبار ذات صلة

إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!
;
أمير الشرقية يلتقي الكُتّاب
فيضٌ عاطر من صيد الخاطر
رصـــــــاص
متى تتوفَّر مصادر التمويل؟!
;
إسرائيل: كلب مجنون بدون أسنان
عسير.. أيقونة المصايف وعروس السياحة
الذهب الوردي السائل في المملكة
شارع سلطانة!!