الضيافة العربية شكل من أشكال الاستبدادية!!

كتبت كثيرًا عن ما يسمى الكرم العربي وهو في نظري يمثل جزءاً بسيطاً من طيب النفس أما الباقية من هذا الكرم فهي تعود إلى العادات والتقاليد والتبذير والاسراف والعطاء العشوائي الذي يخالف نصوص الشريعة والتقاليد الكونية التي تحث على أن يكون الكرم منطلقاً من نظرية «الجود من الموجود».

منذ أكثر من 30 عامًا وأنا مشغول بظاهرة الكرم العربي وفي كل مرحلة من مراحل الانشغال أكتشف اكتشافات جديدة، ولعل آخر هذه الاكتشافات انني وجدت الكرم العربي في بعض جوانبه شكل من أشكال «الاستبدادية»!!


قد تستغربون هذا الكلام ولكن سيزول الاستغراب بعد التأمل في هذه القصة.

قبل عام زرت منطقة من المناطق فاتصل بي صديق من دعاة الكرم العربي و»حزب ذبح المفاطيح» وقال لي: «عليّ الطلاق ذبيحتك جاهزة» ولابد أن «تطب محلي» و»تنطح فالك» «تعوذ من الشيطان وقل تم»!!


بعد هذا الكلام أخذت نفسًا عميقًا لأنني سأدخل معركة حامية الوطيس مع هذه المدافع الكرمية الموجهة لشخصي الرافض للكرم..!

فقلت له يا صديقي سجل هذه الملاحظات..

أولاً: شكرًا لكرمك المنبثق من طيب نفسك وبياض قلبك.

ثانيًا: أنا نباتي ولا آكل اللحم إلا في عيد الأضحى اقتداء بالسنة.

ثالثًا: أعطني ثمن الخروف الذي ستذبحه، ودع هذا الكائن الجميل يرتع ويلعب وأنا سأشتري بثمنه كتباً مفيدة اقرأها ويقرأها من بعدي الآلاف وتكون حسناتها لك.

رابعًا: أتحفظ كثيرًا على موضوع الطلاق وإذا كنت تريد التخلص من زوجتك فلا تضع عزيمتك لي هي السبب!!

خامسًا: بحكم أنني من حزب الجاحظ اللغوي فأنا أتحفظ على كلمة «طُب محلنا» لأن الطب من أفعال اللصوص أما كلمة «انطح فالك» فالنطح من مزايا وخصائص التيس ولا رغبة لي باستعارة أو أخذ أي شيء من خصوصياته خاصةً وأنني وقعت مع التيوس اتفاقية سلامًا دائمًا، وتنص هذه الاتفاقية على عدم الاعتداء عليه لا من خلال أكل لحمه ولا من خلال سرقة أفعاله!!

حسناً ماذا بقي؟!

بقي القول يا قوم.. أرجوكم حاولوا أن تعيدوا النظر في مفهوم الكرم الذي يرمز له دائمًا بالطعام، لأن هذه الرموز جاءت من ذاكرة سنين الجوع والخوف الماضية.

لماذا لا نغير الكرم بحيث أن يكرمني من يريد إكرامي بإهدائي كتبا أو جوالا أو حاسوبا أو طاولة كيرم أو لعبة فرفيرة وذلك أجمل الهدايا!!

أخبار ذات صلة

عندما شعرتُ أنَّني Homless..!!
مِن أفكارِ «فرويد»
الشباب.. عند مفترق الطرق
مرضى غيَّروا مجرى التاريخ!
;
قاتل الخلايا وكاتم الأنفاس.. ليس مجرمًا!!
النقل.. وإكمال الطرق!
شوارع من دون (حُفر).!
يا أمان العالم من جينات يهود!!
;
معالي الوزير يستمع لنا
برامج العُلا.. تتحدَّى الوقت
أسئلة بلا إجابات.. لأهل التوكات!!
خُطب الجمعة.. ودورها التوعوي
;
الإدارة العامة للمرور.. هل من بدائل؟
الطابوران..!!
الشكر والامتنان لـ(#قوة_الآن)!
إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!