خالتي.. زوجة أبي!

في زمن مضى تأتي الحكايات دومًا بتصوير زوجة الأب بأنها كابوس.. أو شيطان سيظهر بصورة إنسان في محيط العائلة.. وكم سمعنا من حكايات تقشعر لها الأبدان مما فعلنا زوجات الآباء من مكر وخديعة.. لإبعاد الرجل عن أبناءه وزوجته الأولى أو الثانية والاستئثار بالرجل لفعل ما تريد لا ما يفرضه الدين والأخلاق، مما يؤدي في أغلب الأحيان لتفكك العائلة وتناحر الأخوان كلاً بصف أمه!!

ولكن على الجانب الآخر هناك حالات مثالية، وزوجات أب كانوا أمهات إن توفيت الأم، وخالات صالحات إن كنا زوجات.. ثانية أو ثالثة أو حتى رابعة، يخافن الله قبل مخافة الزوج أو المجتمع.


ولكن القصص نادرًا ما تعطي هؤلاء حقوقهم بإبراز مثاليتهم وحبهم وصدقهم وأمانتهم وقبل كل ذلك قلوب طيبة ونفوس تغلغل بها الحب والشكر لله، ومعرفة الحقوق والواجبات بضمير نقي كنقاء الماء العذب الزلال.. من هؤلاء خالتي نورة «أم ماجد»- رحمها الله- توفيت الجمعة الماضي في يوم فضيل، وجاورت الصحابة والتابعين والصديقين ببقيع الغرقد بجوار مسجد رسول الله صل الله عليه وسلم.

خالتي تزوجها والدي ونحن في سن الشباب، كانت الزوجة الثالثة- رحمها الله-، اليوم أجدني افتقدها بشدة.. أنا وجميع الأخوان وعائلتنا، كانت كلها محاسن منذ زواج والدي- يرحمه الله- بها، كانت الابتسامة لا تفارق وجهها.. مؤمنة، صادقة.. ترحب وتهلل وتفرح عندما نأتيها.. سواء بوجود أبي أو لم يكن موجودًا... كنا شبابًا ونفضل أن نأتي بضيوفنا في مجلسها الذي يرحب بنا.. عند زواجها من أبي كان لديها من الأبناء ماجد وليلى، رباهم والدي كإخوان لنا وهما بالفعل كذلك.. لم نسمع منهما يومًا ما شيئًا يزعلنا.


لم نسمع يومًا أنها تحدثت عن انسان بسوء.. كانت تجمع ولا تفرق.. نسمع منها، نشاورها بأمور حياتنا، كانت تحبنا وهذا يكفي لأن تبقى للأبد بقلوبنا.

قضت أغلب أوقاتها بالمسجد النبوي الشريف -رحمها الله-، نشهد أنها كانت- ولا نزكي على الله أحدًا- امرأة صالحة، رزقها الله أبناء صالحين هم نعم الإخوان، توفيت في يوم فضيل من عشر ذي الحجة، في يوم جمعة، صائمة، مصلية للفجر... هي في ذمة الله.

بفضل هذه الخالة بقيت الأسرة متماسكة بعد وفاة الوالد، وبقينا أسرة واحدة متلاحمة..

أمي كبيرة الأسرة.. أيضًا بقيت أمًا للجميع، هي المثل وعامود أسرتنا الكبيرة.. نقدم لها التعازي بوفاة خالتنا فقد كانت دومًا تعتبر خالاتي شقيقاتها وهذا لا نراه في كل عائلة.. هي جدة جميع أبناء العائلة وكفى.!

** خاتمة:

من تخاف الله لا تخف عليها فهي بحفظ الله.

أخبار ذات صلة

«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!
حديث القلب.. من ولي العهد
رؤية الحاضر للمستقبل
عام ثامن لرؤية مباركة
;
تعزيز منهج تعليم الخط العربي
الحُطيئة يهجو نادي النصر
الوعي.. السلاح الخفي!!
الكلمات قد ترسم المسارات..!
;
التَّشهير بالمتحرِّشات
الهلال.. ونعمة الزواج!!
الإداريات والترقيات
من مشكلة إلى سياحة!!
;
أدب في الليث: صالون من الذكريات
كل إناء بما فيه ينضح
{... فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}؟!
أثر حرية التعبير على النهضة العلمية في الإسلام