واشنطن «مقموصة».. وروسيا تقول: «مواطني وأنا حرة فيه»!

كالعادة طغت السياسة على صحة البشر أثناء الاجتماع الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة!

والمتابع لتفاصيل الجلسة يهوله حجم التجبر الإنساني الذي يتواصل رغم ارتفاع عدد الوفيات حتى في الدول المتجبرة!، وفي موقف مثير لم تجد الولايات المتحدة من يدعمها في التصويت ضدّ نصّ يدعو إلى «استجابة شاملة ومنسّقة» في مواجهة جائحة كوفيد-19 ويشدّد على «الدور الحاسم» لمنظمة الصحّة العالميّة، سوى اسرائيل!.


ولأن هذا النصّ يتمّ التفاوض بشأنه منذ مايو، فقد اعتُمد بغالبيّة ساحقة من جانب 169 دولة من البلدان الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة، فيما امتنعت أوكرانيا والمجر عن التصويت!.

ويتألف النص الذي يوصف بأنه «قرار جامع» من نحو ستّين مادّة» لكنه يعترف بالدور الحاسم لمنظّمة الصحّة العالميّة»، وهنا عاندت واشنطن بدعوى أن القرار يُبرز دور منظّمة الصحّة العالمية ولا يأتي على ذِكر المدافعين عن حقوق الإنسان. ولأنها -واشنطن- «مخاصمة» المنظمة، فقد رفضت القرار الذي يقضي كذلك، بإزالة العقبات غير المبررة بشكل عاجل أمام الحصول على منتجات تسمح بمكافحة الوباء، و»منح كل الدول إمكان الحصول» على لقاحات وعلاجات «بشكل حر وسريع».


ورغم أنني لم أتأكد من حضور الصين وروسيا جلسة التصويت، فإنهما -كما هو واضح- حاضرتان بقوة في الذهنية الأمريكية، التي وصل بها الانفعال -ولا أقول الشطط- حد رفض قرار جامع بهذا الشكل لا لشيء سوى أنها «مقموصة» من المنظمة!.

كنت أنهي المقال، وأنا أقرأ خبراً عن بدء روسيا في معالجة مواطنيها باللقاح الذي توصلت اليه، وهكذا قالت موسكو أو تريد أن تقول: مواطني وأنا حرة فيه!، أخشي أن تقولها واشنطن قريباً، مثلما قالت بكين من قبل، ولا عزاء للبشر في العالمين!.

أخبار ذات صلة

التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
;
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»
رسائل مزعجة جداً!!
;
قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!