التدرج طريق النجاح

بعض الأفراد لديه بعض الصفات التي لا تساعده في حسن التصرف في بعض الأمور أو التحكم فيها وقد تسيء إليه، ومن تلك الصفات اتخاذ بعض القرارات أو إطلاق بعض الأحكام بعجلة وتهور دون تفكير أو تأنٍّ وخصوصاً في بعض المواقف الحرجة أو تلك التي قد يصاحبها غضب أو انفعال، فيقوم الفرد بتصرف ما دون أن يفكر فيه أو في عواقبه في الوقت الذي تحتاج بعض تلك الأمور والقرارات والتصرفات إلى دراسة وتريُّث وعقلانية وحكمة ووعي لمختلف الظروف والأوضاع المحيطة.

من الأمور الهامة في معالجة العديد من الأوضاع هو التدرج والسعي لإصلاح الأمور شيئاً فشيئاً بدلاً من محاولة إصلاحها دفعة واحدة، فالتدرج يساعد على تنفيذ المهام المطلوبة والإصلاح على مراحل مختلفة ويراعي قدرات وطاقات الآخرين للاستجابة والقيام بما هو مطلوب منهم وتحقيق الأهداف التدريجية إلى أن يتم الوصول للهدف الأسمى والذي قد يصعب الوصول اليه لو تم المطالبة به منذ البداية بل قد يساهم في وقوع إحباط ويأس وتخبُّط لعدم إمكانية تنفيذ بعض الأهداف مباشرة.


هناك العديد من نماذج التدرج في حياتنا، فقد خلق الله عز وجل السماوات والأرض في ستة أيام لادفعة واحدة -وهو قادر على خلقها في لحظة واحدة وأن يقول لها كن فتكون-، كما خلق الله الإنسان في أطوار مختلفة تتدرج من ضعف لقوة ثم لضعف مرة أخرى وكذلك نمو البذرة في الأرض، كما أن العديد من العبادات والتشريعات وتحريم بعض الأمور كان فيها تدرُّج، وغيرها الكثير من الأمثلة التي نراها أمامنا في حياتنا اليومية والتي تؤكد بأن للتدرج حكمة وفوائد عديدة ومتنوعة.

التدرج هو أحد الأساليب التي تساعد في النجاح على الصعيد الشخصي، فالبعض يضع أهدافاً كبرى ولا يتمكن من تحقيقها والسبب هو حرصه على تحقيق تلك الأهداف بشكل سريع ودفعة واحدة دون تدرُّج في حين أن بعض الأهداف يتطلب انضباطاً وعملاً دؤوباً ومثابرة وصبراً ورؤية واضحة وتضحية وقدرة على إعادة المحاولة مرة أخرى وإعادة تنسيق وجدولة الأهداف بناء على القدرات والإمكانات المتوفرة.


خلال جائحة كورونا نجحت العديد من الجهات في تطبيق العديد من الأنظمة والتعليمات والكثير من الإجراءات والتدابير الاحترازية وتعليق بعض الأمور وإعادتها مرة أخرى وكل ذلك بفضل التدرج في تعميمها وتطبيقها في مختلف المجالات وقد كان لذلك التدرج أثر بالغ في التزام العديد من أفراد المجتمع بها، كما ساهم في تعاون مختلف الفئات مما كان له أثر إيجابي على الوضع الصحي بشكل عام.

علينا أن نستفيد من منهج التدرج ونسعى لتطبيقه في شؤون حياتنا المختلفة وأن لا نندفع أو نتعجل، ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة.

أخبار ذات صلة

إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!
;
إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!