قسوة الآباء على الأبناء

يعمد بعض الآباء والأمهات إلى اتباع أسلوب تربوي قاسٍ مع الأبناء ليس كرهاً لهم ولكن اعتقاداً منهم بأن هذا الأسلوب سيساهم في نشأة الأبناء بشكل أفضل بحيث يمكنهم الاعتماد على أنفسهم وتحمل المسؤولية مستقبلاً، وتتفاوت القسوة مع الأبناء فمنهم من يلجأ إلى التوبيخ ومنهم من يلجأ إلى الاعتداء بالضرب ومنهم من يلجأ إلى أساليب أخرى أكثر قسوة وشدة، ويكون هذا الأسلوب هو الأسلوب السائد والغالب في التعامل مع الأبناء فينشأ بعضهم وهم لا يعرفون معنى حنان الأب أو الأم ونادراً مايجدون ابتسامة أو شكراً أو ثناءً أو أي كلمة تشجيع مما يساهم في نفور كثير من الأبناء من المنازل ولجوئهم إلى أصدقاء السوء الذين يأخذونهم إلى أوكار الضلال والجريمة.

على الآباء أن يحرصوا على التوازن في تربية الأبناء دون قسوة وعنف أو تدليل وتفريط ، وعليهم أن يسعوا إلى مصادقة أبنائهم والتقرب منهم وكسب ثقتهم ومعرفة مشكلاتهم ومساعدتهم لإيجاد الحلول لها بدلاً من أن يعمد أولئك الأبناء إلى إخفاء تلك المشاكل والبحث عن حلول لها لدى آخرين ممن يفتقدون لتلك الحلول وقد يساهمون في وقوعهم في مشاكل أكبر.


المشاعر بين الآباء والأبناء هي مشاعر إنسانية وفطرية، فلابد من تعزيزها وتقويتها من خلال التعامل بأسلوب لائق ومميز يقوم على الاحترام والتقدير والحب وحفظ المكانة منذ الطفولة بحيث ينشأ الأبناء على تلك الأسس ولو حدث منهم أي خطأ فيجب أن يتم معالجته في إطار تلك الأسس والبعد عن أي قسوة أو تهديد أو عنف وإن كان هناك حاجة إلى معاقبة الأبناء لخطأ قاموا به فهناك العديد من الأساليب التربوية المختلفة والمتعددة والتي قد يكون بعضها له أثر كبير في تصحيح الأخطاء دون اللجوء للضرب أو القسوة أو الإهانة.

على الآباء أن يحرصوا أيضاً على التوافق والتنسيق في أسلوب تربية الأبناء والتواصل معهم بحيث تكون طريقتهم في التربية متوازنة ومتعادلة فلا ينفع أن يقسو الطرفان حتى لا تتفكك الأسرة وينحرف الأبناء، ولا ينفع أن يقسو طرف في حين يتراخى الطرف الآخر مما يساهم في تكوين جبهتين في المنزل ويصبح المنزل منقسماً وتتشكل مشاعر العداء تجاه طرف وبمساعدة الطرف الآخر الذي سيقدم له الأبناء كل الحب والتقدير.


لئن كنا نحث الأبناء على البر بالآباء وعدم عقوقهم وتقديم كل الوفاء لهم والاستجابة لكل أوامرهم وإن لم تكن وفق رغباتهم، فعلينا أيضاً أن نحث الآباء على عدم القسوة على الأبناء كالتفرقة في المعاملة بينهم والقسوة في التعامل معهم والاستبداد في القول والفعل وإهانتهم والسخرية منهم وخصوصاً أمام الآخرين وعدم إعطائهم حقوقهم.

أخبار ذات صلة

الطبيب (سعودي).!
حين تغيب الرقابة ٣ مرَّات..!!
العالم المصري (مشرفة).. اينشتاين العرب!!
الأخلاقُ.. كائنٌ حيٌّ!
;
500 مليون دولار.. للقضاء على مرض شلل الأطفال
القصيدة الوطنية.. بدر بن عبدالمحسن
محمد بن سلمان.. القائد الاستثنائي ومنجزات وطن
الربيعة.. وشفافية الوزارة
;
اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!