الإفادة في قواعد السعادة 1-2

السعادة موضوع طويل يحب الناس الحديث عنه وله وفيه، ومهما قيل عن السعادة فلن نصل إلى آخرها، لأنها موضوع متجدد ومتمدد يستوعب من الآراء بمقدار ما يستوعب البحر من الملح.

لقد ألّفتُ كتاباً بعنوان «أصحاب السعادة» حاولتُ أن أجمع فيه ما قيل في الفكر البشري حول السعادة وآراء الفلاسفة والأدباء والشعراء والبسطاء فيها، وقد تجاوزت الآراء أكثر من 300 رأي.


لقد طلب مني أصدقاء وأحباب أن أكتب عن القواعد التي استخرجتُها من الكتب حول السعادة، وها أنا أجيب الطلب معدداً الملامح التي توصّلتُ إليها:

القاعدة الأولى: إن السعادة تختلف من شخص إلى آخر،


لأن الإنسان بطبيعته يبحث عما ينقصه، فالعقيم سعادته في الإنجاب، والفقير قد تكون سعادته في الغنى، والعاطل قد تكون سعادته في الحصول على وظيفة.

القاعدة الثانية: إن الارتباط بالخالق من أقوى أسباب السعادة، وفي ذلك يقول الله تعالى: «ألا بذكر الله تطمئن القلوب».

القاعدة الثالثة: إن السعادة لا تعريف لها، فهي تتعدّد بتعدُّد العقول والأبدان والأوطان، وفي ذلك يقول سبنسر: (تختلف مقاييس السعادة باختلاف الشعوب والأزمنة).

القاعدة الرابعة: إن السعادة شكل من أشكال الشبح الذي يسمع عنه الناس ولا يرونه، وفي ذلك يقول جبران خليل جبران:

وما السعادة في الدنيا سوى شبح

يُرجى فإن صار جسماً ملّه البشر

كالنهر يركض نحو السهل مكتدحاً

حتى إذا جاءه يبطي ويعتكر

لم يسعد الناس إلا في تشوُّقهم

إلى المنيع فإن صاروا به فتروا

القاعدة الخامسة: إن السعادة محطات، كلما وصل الإنسان

إلى محطة قفز إلى غيرها، وهكذا يظلّ الإنسان يبحث عنها فإذا وجدها ضيّعها ثم صار يبحث عنها، وفي ذلك يقول أحد الفلاسفة: (إننا نبحث عن السعادة غالباً كما نبحث في كثيرٍ من الأحيان عن النظارة وهي فوق رؤوسنا)، أو نبحث عن الجوّال ونحن نتحدث فيه.

القاعدة السادسة: إن وضوح الهدف عند الإنسان هو من أقوى أسباب السعادة، بمعنى أن يعيش الإنسان وله رسالة، وفي ذلك يقول غوته: (وضوح الغاية عند الإنسان يسبب له الاطمئنان ويؤدي إلى السعادة).

حسناً، ماذا بقي؟ بقي القول: هذه طائفة أو حزمة من قواعد السعادة، وانتظرونا في مقالة قادمة لنعطيكم الدفعة الأخرى.

أخبار ذات صلة

يا أمان العالم من جينات يهود!!
معالي الوزير يستمع لنا
برامج العُلا.. تتحدَّى الوقت
أسئلة بلا إجابات.. لأهل التوكات!!
;
خُطب الجمعة.. ودورها التوعوي
الإدارة العامة للمرور.. هل من بدائل؟
الطابوران..!!
الشكر والامتنان لـ(#قوة_الآن)!
;
إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!