عمال النظافة واستجداء المارة!!

* أرتاح كثيرًا، وأتشجع أكثر، عندما يكتب لي أو يخاطبني، أحد القراء أو الأصدقاء أو الزملاء والزميلات -وما أكثرهم- يشكرونني على موضوع ناقشته على صفحات هذه الجريدة الغراء، ينبثق من المصلحة العامة التي جندنا من أجلها جميعًا.. وأزداد تحفيزًا للمضي قدمًا في تكثيف جهودي أمام هذا التشجيع المتوالي مؤملًا أن أكون عند حسن ظن الجميع في تحقيق الرسالة السامية المنوطة بي وبأمثالي في مجال النقد الموضوعي النزيه بعيدًا عما يتعارض مع ذلك.. (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت).

* نبهني (أبو فيصل) أحد رجال التربية والتعليم القدامى، ورواد الكشافة على المستوى المحلي والعربي، إلى موضوع مهم، يحتاج إلى مناقشة وعلاج سريع ويتمثل في (عمال النظافة) المنتشرين في معظم شوارع المدن والقرى، وقرب الإشارات المرورية، والحركات الاستجدائية التي يقومون بها أثناء عملهم في هذه الأماكن، فما أن يتوقف السير حتى يقترب منك أحدهم ويسلم عليك بلغة مكسرة هدفها الاستجداء بعيدًا عن مفهوم السلام الحقيقي بحجة أنه غلبان وشركته الكافلة لم تدفع رواتبه بضعة أشهر، ونحن شعب عاطفي يحب الخير ويتعامل مع الحالات الإنسانية بالبر والإحسان فيُعطي بعض الدريهمات تعاطفًا مع حالته وشكواه.


* وتكاد تكون هذه الملاحظة موجودة في معظم مدن وقرى المملكة، ونرى أنها ممارسة مخالفة لمدلولها الأساسي لما يلي:

- هؤلاء العمال قد لا تنطبق عليهم الصدقة، لأن وجودهم في هذه الأماكن، هو لأداء وظيفة معينة يتقاضون عليها أجرًا.


- استغلالهم فترة العمل لطلب المسألة بطريقة ملتوية.

- الإخلال بالعمل الذي وجدوا من أجله في هذه الأماكن.

- الرقابة عليهم من جنسياتهم وقد يشاركونهم في التحصيل.

- الأماكن التي يتمركزون فيها وسيلة لتحقيق رغباتهم الخاصة قبل استحقاقها للنظافة.

وإسهامًا في علاج هذه الملاحظة نرى ما يلي:

- اختيار الأماكن الحرية بالنظافة.

- أن تكون الرقابة على هؤلاء العمال من جنسيات غير جنسياتهم.

- التأكيد على الجهات الكافلة لهم، بصرف مرتباتهم، تحاشيًا لعدم لجوئهم للاستجداء، سواءٌ أثناء عملهم أو خارجه عملًا بالأثر (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه).

- على المواطنين تحري من هم بحاجة إلى البذل والصدقة (وما أكثرهم) لأن التعاطف مع هؤلاء العمال يساعدهم بل ويدفعهم إلى الإخلال بالمهمة التي وُجدوا من أجلها وتعاطفنا معهم قد لا يعفينا من مشاركتهم في المسؤولية.

* خاتمة: الشعب السعودي، حكومة وقيادة، شعب كريم ومضياف، يحسن إلى القادمين إليه على مختلف طبقاتهم وجنسياتهم، وتخصصاتهم، ويبذل ما في وسعه للتعامل معهم، وفق تعاليم ديننا الحنيف وشريعتنا السمحة إخاءً، وتعاملًا، وإنسانية.. ولكننا في الوقت نفسه نربأ بهم أن يقابلوا هذا الصنيع الجميل والمعاملة الحسنة، بما يتعارض مع ذلك خلقًا ودينًا.

أخبار ذات صلة

الطبيب (سعودي).!
حين تغيب الرقابة ٣ مرَّات..!!
العالم المصري (مشرفة).. اينشتاين العرب!!
الأخلاقُ.. كائنٌ حيٌّ!
;
500 مليون دولار.. للقضاء على مرض شلل الأطفال
القصيدة الوطنية.. بدر بن عبدالمحسن
محمد بن سلمان.. القائد الاستثنائي ومنجزات وطن
الربيعة.. وشفافية الوزارة
;
اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!