تحكم في غضبك..!!

يعتقد الكثيرون منا بأن لدينا القدرة والسيطرة على التحكم في ردة الفعل لغضبنا، ولكن هذا الأمر لا يمكن ضبطه وقياسه إلا من خلال المواقف المختلفة التي تمر بنا ورَدَّة أفعالنا للتحكم في درجة الغضب لدينا، فإما أن تكون أقل من الموقف أو مساوية له أو أكبر من الموقف نفسه، وفيها الكثير من المبالغة في ردة الفعل، وقد توصلك الى أكثر من ذلك، ولا يمكنك العودة الى البداية إلا بصعوبة بالغة أو حتى مقابل تنازلات وتضحيات كبيرة على حساب خسارات متتالية لعزة نفسك وانكسارك وتراجعك واعتذارك، ولماذا كل هذا؟

تكلفة الغضب باهظة الثمن، فهو يدمر العلاقات الإنسانية، ويدمر علاقات العمل، يجعل المواقف العصيبة أسوأ، ويكون هو شرارة العدوانية، وقد يؤدي الى أمراض القلب، وأيضاً قد يصل بك الى الضيق والكرب الشديد معظم أيامك، والمهم هنا، هل ساعدك الغضب على تحقيق ما تريد في الحياة؟، هل وجدت أياً من المتعة في الغضب؟، هل هناك ما يستحق هذا الثمن المدفوع من الغضب؟، ولا بد لنا أن نعي جيداً بأن الغضب أحياناً لا يؤدي دائماً الى خسائر تتضح على الفور، ولكن قد تستغرق سنوات قبل أن تبدأ تبعاته الخطيرة في الظهور.


كثير من العلاجات التي تقدم للتحكم بالغضب، ولكن الكثير منها قد لا يتلاءم مع الواقع والتجربة ولا يخرج عن دائرة التنظير فقط، فمثلا: التنفيس الدائم عن الغضب يخفف من حدته! وهذا ليس صحيحا لأن هذا التنفيس يعمل على تعزيزه وتقويته وقد تتكرر الممارسة لتصبح جزءاً منا، وكذلك تطالب بأخذ وقت مستقطع حينما تشعر بالغضب! وهذ دعوة للهروب من مواجهة مواقف الحياة اليومية وحلها وبالتالي قد تؤدي الى خسارة مماثلة للغضب، وما يقال بأن الغضب يدفعك للحصول على ما تريد! ويظن البعض أن دون ثورات غضبه لن يستمع إليه الناس، ولن يحترموه، حتى وإن نجح ذلك في بعض الأحيان إلا أنهم قد يملون ويسخطون عليك وبالتالي يبتعدون عنك، حتى لو كانوا أبناءك، النظر الى ماضيك يقلل من غضبك! وتطالب بأن تعود الى مشاكل وصدمات الطفولة وتعيد التفاعل والتعامل معها، وهذا لن يحل مشكلة الغضب، بل قد يجعلك غارقاً بها بين الماضي والحاضر، وأخيراً.. مقولة الأمور الخارجية هي ما يثير غضبك! تقول هو من أغضبني، وهي من استفزتني، أو هم أثاروا غضبي، وغيرها من العبارات التي تظهر بها بأنك الضحية المغلوب على أمره، ولكنك أنت من تركت لهم زمام غضبك ليتحكموا به، وجعلت المواقف المختلفة تتحكم بك بدلاً من أن تتحكم بها وتوجهها لصالحك، وتأكد بأنك أنت من تصنع الغضب وليس الآخرون.

لا بد من الاعتراف بحقيقة أن قانون العلاقات الإنسانية لا يخضع لقوانين الفيزياء، لأن خطوة الفعل وخطوة ردة الفعل هناك خطوة مهمة بينهما وهي خطوة الاعتقادات! فكلما أصبحنا أكثر وعياً وإدراكاً وتفكيراً للفعل سنتوقف عن التصرف باندفاع وحماقة وثورات الغضب على ردة أفعالنا لكل مواقف نواجهها، فهل نستطيع ذلك، الأمر بيدنا أولاً وأخيراً.

أخبار ذات صلة

إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!
;
إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!