كتاب

بناء الأجيال.. مسؤولية!

كوريا الجنوبية؛ وعدد من الدول في العالم المتقدم والثالث -بما فيها مصر وتركيا- تُحدِّد خيار التعليم المدعوم من السنة الثامنة بعد انتهاء التعليم الإعدادي إلى ثانوي عام وفني، والهدف هو تخطيط القوى البشرية وتوجيهها لدعم الأنشطة الاقتصادية، حتى يحصل المجتمع على حاجته من الخبرات، وتتم من خلال أبناء البلاد، فالاكتفاء الذاتي من الخبرات؛ بُعد مُهم وحيوي لاستمرارية الاقتصاد والصناعة، وإذا أردنا لمجتمعنا النهوض وتحقيق التوظيف الكامل «منه فيه»، يجب أن نأخذ خطوات واقعية ومنطقية لتنمية القوى العاملة البشرية، وتغطية الاحتياجات، فالصناعة والزراعة والمقاولات تحتاج إلى فئاتٍ مختلفة من المعرفة والخبرة والعلم، لممارسة مختلف الوظائف الموجودة، والتي أحيانا ما تُغطَّى من الخارج، نتيجة لعدم توفُّر القدرات المحلية، وهذا الاتجاه في ظل الإنفاق على التعليم، يجعل لدينا اكتفاءً ذاتيا في استخدامنا للموارد البشرية، ويُحقِّق توظيف أفضل لمختلف فئات المجتمع.

وحيث إن هذا النمط يتطلب منَّا أن يتجزأ التعليم العام إلى ثلاث مراحل، وهي الابتدائي أربع سنوات، ومن ثم أربع سنوات للإعدادي، والثانوي أربع سنوات عام وفني، ويحتاج الفرد إلى امتحانات عامة وقياس، لتحديد الخيار المتاح المدعوم؛ بهدف الحفاظ على الموارد، وتأهيل القوى البشرية لتعبئة الاحتياجات اللازمة، لضمان انخفاض معدلات البطالة، والتوظيف الكامل للمجتمع.


وبعد اجتياز الإعدادية يكون هناك امتحان عام تقوم به الدولة لكل مدارس التعليم الإعدادي، بهدف تحديد مَن يُكمل التعليم الثانوي العام، ومَن يُكمل التعليم المهني، وعلى الرغم من أهمية التعليم المهني، وحاجة بلادنا إليه، إلا أنه لا يزال يرزح مكانه؛ في ظل توجُّه الجميع نحو التعليم الثانوي العام، والنظرة الدونية للتعليم المهني، وهو أمرٌ مستغرب في ظل قيام شركة أرامكو من الأربعينيات إلى السبعينيات الميلادية، بتدريب المواطن السعودي، فاستفادت منه وأفادته، ومارس مختلف الوظائف دون وجود أي نظرة سلبية له.. ومن المعروف أن حقبة الثمانينيات الميلادية، أفرزت هذه النظرة السلبية، خاصة مع تطور بلادنا.

نحن في حاجة إلى إعادة كسر هذا التوجُّه الخاطئ في المجتمع، الذي تسبَّب في هذه الفجوة، ولعل رؤية ٢٠٣٠ يمكن أن تؤدي إلى تغيير هذا التوجُّه، وتحقيق التوجيه الصحيح للموارد البشرية لخدمة كافة القطاعات الإنتاجية والخدمية في بلادنا.

أخبار ذات صلة

التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
;
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»
رسائل مزعجة جداً!!
;
قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!