كتاب

هل تذكرون البطل.. كابتن طارق الطيب؟!

في مقهى بجدّة رأيْتُ رجلاً وسيماً ومَرِحاً، وبدا لي مألوفاً، ولأنّني أتمتّع ببعض الفضول وبعض (اللقافة) فقد سألتُه عن نفسه، فأجاب أنّه كابتن طيّار متقاعد (طارق الطيّب)، وحالما وقع رنينُ اسمه على طبلة أذني تذكّرْتُه فوراً، فهل تذكرونه أنتم؟ هيّا نَشِّطُوا ذاكرتكم قبل أن يفوت الآوان فتخمل.

وأنا أجزم أنّ صغار السعوديين لا يعرفونه، رغم أنّه من الأبطال الذين أُشِيرَ إليهم بالبنان في ثمانينيات القرن الماضي، وسمعتُ آنذاك عن بطولته وسيرة حياته ما جعلنى من المعجبين به، وأشكر الصُدفة التي جمعتني به الآن، ورُبّ صدفة خيرٌ من ألف ميعاد، وهو من عائلة مدنية عريقة وطيّبة مثل اسمها، وترعرع في مدينة الدمّام، وخدم الخطوط السعودية لعقود، ويعيش الآن متقاعداً في مدينة جدّة، يُدير أعماله الخاصة، ويمارس الرياضة والسباحة، وله باع في الأعمال الخيرية، ويشهد له كثيرون أنّه بارٌ بوالديه بِرّاً يندُر مثلُه في هذا الزمن، ويعامل النّاسَ بشهامة ونخوة، ويتعامل -ما شاء الله- مع التقاعد كما قال الشاعر:


متقاعدٌ قد ألقيْتُ همومي كلّها.. خَلْفَ ظهري واحْتَضَنْتُ حياتي. وقد تعرّض مرّتيْن لاختطاف الطائرة التي عمِلَ فيها، ولا أعرف طيّاراً واحداً سعودياً أو أجنبياً قد تعرّض لمثل ذلك،

وكان له دور رئيسي في إحباط اختطاف إحداهما إذ دخل في معركة يدوية مع المُختَطِف المُسلّح مع أنّه كان أعزلاً وسيطر عليه، وجُرِحَ آنذاك في يده جُرْحاِ بالغاً، أمّا في في الثانية فقد ساعد طاقم الطائرة على تأمين الاتصالات مع الجهات الأمنية المعنية، فكافأته الدولة على بطولته وأهدته وسام الملك فهد، وأهداه الأمير سلطان بن عبدالعزيز جوائز قيّمة، وكرّمته الخطوط السعودية في زمن مديرها الأسبق الكابتن أحمد مطر، يرحمهم الله جميعاً، وله مقابلة شيّقة مع المذيع السعودي المُخضرم غالب كامل، وكتبت عنه الصحيفة الأمريكية Morning side أو جانب الصباح مقالاً تُشيد به.


وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بأنّ الكابتن الطيب بصدد تأليف كتاب عن سيرة حياته الحافلة بالبطولات والحوادث المُشرِّفة، ومنها قصّة الاختطافيْن المُثيريْن، وأرى الكتاب جديراً بموازاة تأليفه بأن يُحوّل لفيلم سينمائي بصناعة سعودية فِكْرَةً وإنتاجاً وإخراجاً وتمثيلاً، لم لا؟ إنّنا في عصر الرؤية السعودية الطموحة 2030 بقيادة وليّ العهد الأمير محمّد بن سلمان، ونشهد تطوّراً نوعياً وكمّياً في مجالات الفنّ والترفيه والثقافة، وحبّذا لو تبنّت الفيلم الهيئة العامّة للترفيه أو وزارة الثقافة أو إحدى القنوات الإعلامية، فقصّته وطنية بامتياز، وهو قدوة حسنة لطيّاري الوطن الذين يفدونه بالروح والدم، ونقلوا ملايين المسافرين داخلياً وخارجياً على متن طائراتنا الميمونة والمحفوظة بحول الله.

أخبار ذات صلة

الطبيب (سعودي).!
حين تغيب الرقابة ٣ مرَّات..!!
العالم المصري (مشرفة).. اينشتاين العرب!!
الأخلاقُ.. كائنٌ حيٌّ!
;
500 مليون دولار.. للقضاء على مرض شلل الأطفال
القصيدة الوطنية.. بدر بن عبدالمحسن
محمد بن سلمان.. القائد الاستثنائي ومنجزات وطن
الربيعة.. وشفافية الوزارة
;
اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!