كتاب

في بيتنا وزغة..!!

من الدوابّ التي أكرهها الوزغ، والعرب يُسمّونها: البرص، وهي من الدوابّ التي أمر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بقتلها، إذ جاء في صحيح ابن حبّان أنّ امرأةً دخلت على أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فرأت في بيتها رُمْحاً موضوعة، فسألتها عنها فأجابتها أنّها تقتل بها الوزغ، وأنّ النبيّ إبراهيم عليه السلام لما أُلْقِيَ في النار لم يكن في الأرض دابّة إلا أطفأت عنه، إلا الوزغ، فإنها كانت تنفخ عليه، فأمر النبيّ صلّى الله عليه بقتلها.

ولي مع الوزغ قصص كثيرة، وهي تنتشر في جدّة حيث أعيش، وتوجد في أفنية الفلل المكشوفة أكثر من دهاليز العمائر المُغلقة، وهذه ميزة لسُكّان شقق العمائر دون سُكّان الفلل، فيا حظّهم، لقد حُرِمُوا من فخامة الفلل لكن مُنِعُوا من الوزغ.


والوزغ، وهذه الكلمة هي جمع هذه الدواب، أمّا مفردها فهو وزغة، ضيفة ثقيلة لسُكّان الفلل، ومتطفّلة عليهم، وكما كان متطفّلو التاريخ يقفون بجانب أبواب الأثرياء إذا ما كانت هناك وليمة لديهم ليدخلوا مع المدعوّوين ويأكلوا ممّا لذّ وطاب من الطعام، فإنّ الوزع (تَتَشَعْبَط) على جدران الفلل المجاورة لأبوابها الخارجية، ثمّ تدخلها خلسة حال فتحها وتختبئ في أماكن لا تخطر على بال أحد حتّى لو كان الاستخبارات الأمريكية CIA أو الروسية KGB، مهما كانت لديهما من أقمار صناعية تجسّسية ووسائل استكشافية دقيقة.

ذات مرّة، جلسْتُ في مكتبي بفناء الفيلا أتجهّز لكتابة مقال، وكنت في غاية السكينة، حتّى رأيْتُ وزغةً سمينةً (مُتَشَعْبِطَة) على السقف، وتمشي واثقة الخُطى، وليتها من فرط سُمْنَتِها تعمل بحمية الكيتو كي تصبح رشيقة، ولأنّي شجاع كالنعامة التي تدفن رأسها خوفاً من أعدائها، لم أستعن بصديق بل بسائقي الخبير بالوزغ، وتركت لهما المكتب كما يُترَكُ المتصارعان على الحلبة، ولم أعُد أسمع من خارج المكتب سوى أصوات الضربات الشِبْشِبيّة (طَخْ طِيخ طاخ) ثمّ خرج بعد دقائق من الكرّ والفرّ وفي يده جثّتها داخل مناديل ورقية، وبعد تحوّل أثاث المكتب إلى ما يُشبه الأبنية التي تعرّضت لتسونامي جارف، ثمّ ألقى بجُثّتها داخل حاوية نفايات لتأكلها قطط الشوارع، ومصائب الإنسان عند القطط فوائد.

أخبار ذات صلة

عودة مادة (الخط)!
توقعات الطلاب حول الرواتب..!!
خطراتٌ حول مَهْزلةِ الوقْت
المملكة.. عطاء وهندسة أداء
;
أنيس منصور.. عاشوا في حياتي
بيئات التعليم الجاذبة ورحلة مثيرة للتفكير والتعلم
من الستين إلى التسعين
أغسطس.. وأبناؤنا الطلاب!
;
دجاج ٦٥!!
الصورة الأصيلة
الجمال.. لا لغة له
(أهلاوي وزملكاوي)
;
الكاتب المكروه!!
من حكايات المـاضي
الحاج.. والمعتمر.. ونحن...!
#العمل_عند_نفسي..!