كتاب

سجل هدفًا وضيع آخر!!

على مستوى الكرة العالمية لا يوجد هداف في التاريخ إلا وأضاع ضربة جزاء أو ركلة ترجيحية، وهذا تمامًا ما حصل مع سالم الدوسري، حيث سجل هدفًا في مباراة الأرجنتين من أجمل الأهداف وضيع هدفًا في مباراة بولندا من أسهل الأهداف، وفي الحياة أهداف كثيرة يسعى الإنسان لتحقيقها، بعضها يتحقق وبعضها لا يتحقق، ونحن معنيون كبشر بتحقيق أهداف الحياة الطيبة، وعلمونا في دورات كثيرة أنه يجب عليك لكي تنجح أن تحدد أهدافك وحتى في البحث العلمي من يقدم مشروع البحث لرسالة الماجستير أو الدكتوراة عليه تحديد أهداف البحث والرسالة، وهكذا فإنه يلزم لتحقيق أي إنجاز في الحياة أن يسبقه تحديد الأهداف فإن تحققت تحقق الإنجاز، والأخذ بالأسباب لتحقيق الأهداف مشروع والتدريب على وسائل لتحقيق الأهداف أمر مطلوب.

إن أي محترف في كرة القدم لابد وأنه أخذ تدريبًا كافيًا في مهارة تسجيل الأهداف أثناء القيام بلعب ضربة الجزاء لأنه قريب جدًا من الهدف وسهولة تحقيقه إلا أنه لحظة التنفيذ ينتابه التشتت وعدم التركيز فطبيعي أحيانًا ألا يحقق الهدف نظرًا لما هو عليه من توتر وضغط نفسي خاصة إذا كان الجو مشحونًا والمباراة مهمة جدًا كما حصل مع سالم الدوسري وغيره من مشاهير كرة القدم، ولابد أن يؤمن الإنسان أن الأمور كلها بيد الله، وأن الحياة العادية لا تخلو من التشتت وعدم التركيز والضياع في دهاليز الضغوط النفسية فتضيع فرصة تحقيق بعض الأهداف أو أحيانًا كلها لأنها كذلك بيد الله سبحانه وتعالى، ومن هنا كما أعطى الله للجسم جهازًا مناعيًا لحمايته من الأمراض فقد أعطى الإنسان توجيهات ربانية تحافظ على قواه المعنوية والنفسية تحميه من الأمراض، تتمثل تلك التوجيهات أكثر شيء في مدى علاقته بربه والتواصل معه من خلال الصلاة والذكر والدعاء والأعمال الصالحة ليتمكن من خلالها من تحقيق أهداف الحياة الطيبة قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ النحل: (97).


وعودًا على وضع منتخبنا الوطني الذي بذل جهدًا كبيرًا في مباراة بولندا إلا أن الحظ لم يحالفه، نقول: إن الفرصة الذهبية لا تزال متاحة أمامه في مباراة المكسيك، لذلك الفريق محتاج إلى التركيز أكثر ومضاعفة الجهد والدعاء، وأخيرًا نقول ما قاله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «استمتعوا باللعب دون أي ضغوط نفسية» وقد ذكرت في مقالي السابق: العودة بالفوز على الأرجنتين هي المكسب الأكبر من مباريات كأس العالم لأنه تاريخي أما إن استمر المنتخب في الفوز فيما بعد فإن ذلك يعني بإذن الله الاقتراب من كأس العالم نفسه عبر مجموعة الـ16 إن شاء الله.

أخبار ذات صلة

التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
;
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»
رسائل مزعجة جداً!!
;
قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!