كتاب

قراءات عابرة

قال حكيم: (أصحاب الغم والحزن في الدنيا ثلاثة: محب فارق حبيبه، ووالد ضَل وَلدهُ، وغني فقد مالهُ).

قلت: وأضيف إلى قول هذا الحكيم النابض بالحكمة والإفادة، وصديق اصطفيتهُ زمناً طويلاً، ومنحته كامل الثقة وتثبت الأيام، أنه عدو لدود يخفي ما لا يُظهر، (في الوجه مراية وفي القفا محش) كما جاء في الأمثال وصدق القائل:


ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً

ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ


*****

سئل الإمام الحسن البصري رحمه الله: ما نراك تعيب أحداً؟ قال: لست راضياً عن نفسي حتى أتفرغ لعيوب الناس! وأنشد:

لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها

لنفسي من نفسي عن الناس شاغلُ

قلت: ليت الذين دأبوا على التعرض لأعراض الناس بالغيبة والنميمة، أن يكفوا عن ذلك، وأن يتأسوا بما عناه الإمام الحسن البصري رحمه الله في نصحه القيِّم ودرسه البليغ (طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس).. قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى (فكم أفسدت الغيبة من أعمال الصالحين وكم أحبطت من أجور العاملين، وكم جلبت من سخط رب العالمين).

*****

حُسن الأخلاق سحابة يتفيأ الإنسان ظلالها الوارف ويكتسب من خلالها سعادتي الدنيا والآخرة، وسوء الأخلاق غيمة قاتمة الظلال قد يكتسب من يستظلها فقدان الراحة في دنياه وأخراه، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال (إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً) جعلنا الله وإياكم وكل مسلم ممن أحبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقربهم من مجلسه يوم القيامة.. آمين يارب العالمين.

*****

* خاتمة: قرأت في أحد كتب التراث رواية عنوانها (المنيّة تضحك من الأمنية) مفادها (إن أعرابياً حضر مأدبة عشاء لدى أحد الخلفاء، وبعد الانتهاء منها ظل الأعرابي جالساً ولم يبرح المجلس فسأله الخليفة ألك حاجة يا أعرابي؟ قال: ثلاث خصال أتمنى تحقيقها في حياتي: البيت الوسيعة، والمرأة المطيعة، والدابة السريعة، وذود من الإبل والغنم تسد مطالبي المعيشية، وسيف أحتمي به سطوة الأعداء فأمر الخليفة بتحقيق أمنيته: وقال له أبقي لك حاجة؟ قال: طال عمرك، ودام حكمك وتظلل الناس بعدلك) وبينما هو في طريقه للخروج فرحاً مسروراً عاجله الأجل قبل خروجه من الباب دون الاستمتاع بما تمنى.. وصدق المتنبي:

ما كل ما يتمنى المرء يُدركه

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

أخبار ذات صلة

إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!
;
إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!