كتاب

منع رَدِّ الأيدي في الأفواه.. في كرة القدم!!

بعدَ مباراةِ ناديي النَّصر السعوديِّ، وإنتر ميامي الأمريكيِّ، التي جرتْ ليلة الخميسِ الماضي، توجَّه لاعبُ إنتر ميامي الإسبانيِّ سيرجيو بوسكيتس إلى حَكَمَةِ المباراةِ السويسريَّة أستير تسوبلي، رادًّا يدَهُ في فِيهِ، ومُتفوِّهًا لها ببعضِ الكلامِ؛ ليأتِيَ مدرِّبُه الأرجنتينيُّ جيرارد مارتينيو ويدفعهُ، ويتكلَّم مع الحَكَمَة مُعتذِرًا لها، ومُحتجًّا على ما يبدُو على إشهارِهَا لبطاقةِ الإنذارِ الصَّفراء لبوسكيتس، بعدَ شجارِهِ مع لاعبِ النَّصر نوَّاف بوشل خلال المباراةِ!.

وعندمَا يردُّ اللَّاعبُون أيديَهم في أفواهِهِم أثناءَ حديثِهم مع بعضِهم بعضًا، سواءً كانُوا زملاءً أو خصومًا، أو أثناءَ حديثِهِم مع الحُكَّام، هو مقصودٌ وله مغزَى، إذْ يعرفُونَ أنَّ الكاميراتِ تُصوِّرهم، وهناك مَن لا يسمعُهم خارجَ الملعبِ، ولكنْ يُقرأ شفاههم من المسؤولِينَ عن المبارياتِ، فإذَا مَا تطاولُوا باللَّفظِ على خصومِهِم وعلى الحُكَّامِ، أو شتمُوهم، فسيُعاقبُونَ على سوءِ السُّلوكِ، بما فيهِ من غراماتٍ ماليَّةٍ أو إيقافاتٍ، ولهذَا يردُّون أيديَهم في أفواهِهم بغرضِ الوقايةِ، التي هي خيرٌ من العلاجِ.


لكنْ يا تُرَى، ما الَّذي تفوَّه بهِ هذا البوسكيتس الذي هُزِمَ ناديه من النَّصر بنصفِ درزنٍ من الأهدافِ، رغمَ وجودِ الأسطورةِ «ميسي» معَهُ؟، هل قال لهَا: أنتِ مكانكِ ليس في ملاعب كرة القدم؟ أم أنتِ مِن سويسرا الجميلةِ لكنَّكِ قبيحةٌ؟، أو: أنتِ عمركِ ٤٤ سنةً، فاذهبي وارعي أحفادَكِ بدلًا من تحكيمِ مبارياتِ الرِّجالِ؟، لا أعلمُ، والعلمُ عندَ اللهِ، ثمَّ عندَ حضرةِ الحَكَمَةِ التي اقتحمتْ عالمَ الرِّجالِ في زمنِ المساواةِ الكاملةِ بين الرَّجلِ والمرأةِ!.

وبعيدًا عن المباراة، فإنَّ ردَّ الأيدي في الأفواه مذكورٌ في القرآن الكريم باللفظ الكامل، وكان الكفَّار يفعلونه عندما يعظهم ويدعوهم أنبياؤهم إلى الإسلام والإيمان، فيعضون أناملهم من شدَّة غيظهم وحنقهم على الأنبياء، ويتفوَّهون بما لا يرضي الله؛ الذي يعلم سرَّهم ونجواهم، وهمسهم وجهرهم، ولهذا فهو، أي رد الأيدي في الأفواه، فعل ممقوت، ولا يُقصدُ به شيءٌ حسنٌ، وأقترح منعه في ملاعبنا، بل في كلِّ ملاعبِ العالم، فلعبةُ كرةِ القدمِ لعبةٌ مفتوحةٌ وواضحةٌ، وهذا هو سرُّ جمالِهَا، واللَّاعب، أو المدرِّب الذي لا يستطيعُ ضبطَ مشاعرِهِ وتصرُّفاتِهِ ولسانِهِ ليس بمحترفٍ، وليس مؤهَّلًا للبطولاتِ، وهو جبانٌ وليسَ شهمًا، ويُخفي ما يتفوَّه به للانتقامِ؛ مع ضمانِ النَّجاةِ من العقابِ!.

أخبار ذات صلة

إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!
الشَّفط الفظيع في الشفا البديع..!!
أبراج المراقبة والسلامة الجوية
عباءة الدِّين أصبحت مشاعة!
;
حيرة و(تيهان) حول (هياط) ابن كلثوم
الأكذوبة الكبرى التي يعيشها العالم اليوم!
تخطيط القلب
«القواعد من النساء».. بيولوجيًّا أو اجتماعيًّا؟!
;
إذا تبغون سعودة حقيقية؟!
الفتى الطائر في جامعة الأعمال
حرِّر تركيزك.. لتُتحرِّر شخصيتك
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (2)!
;
الرؤساء التنفيذيون.. ومُلَّاك الأسهم
المشجع التَّابع.. و«أم الصبيان»
النفس.. إلى وطنها توَّاقة
المتحدِّث الرسمي!!