author

Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد حسن فتيحي
يستاهل..
لا تمر دقائق إلا وعيناها إلى ساعة الحائط..الوقت متأخر..والقلق يساورها..تقوم من مكانها.. ثم تعود إلى الجلوس..توضأت.. ثم صلت..ولكن لم يتملكها الخشوع..فعاودت.. ثم جلست..توجهت إلى المطبخ.. واحتست كوباً من القهوة..تمشي قليلاً.. وتجلس قليلاً..تقف.. ثم تعاود النظر إلى الساعة..فتح الباب مبتسماً..سألها.. ما نمتِ حتى الآن؟..دمعت عيناها.. وقالت بصوت...
الزوجة الصالحة
لا يعرف غير دكانه وبيته والمسجد..فقد نشأ مع غيره من أنداده وزملائه على هذا النهج..تمر الحياة به في سهولة ويسر..لا حسد ولا غيرة.. ولا خصومة.. ولا مجاملة زائفة..وتستمر الأيام على هذه الوتيرة..ينفق على بيته وأولاده مما يتحصل عليه من عمله في البيع أو الشراء.. أو الإبداع...
قسوة تصنع رجالاً..
كانا أخوين.. كل منهما له أسلوبه في التربية..فالأول.. يناصر أولاده.. والآخر.. يناصر الآخرين عليهم..مضت الأيام..يعيش كل ولد من أولاد المنَاصرين في عز ورغد وفسحة من الحرية والخروج والدخول وقتما شاء..والآخرون في خوف وبُعْد عن الخروج والاختلاط.. أو إنصاف أنفسهم من سطوة المعتدين عليهم..أمام هذه المفارقات والمتناقضات.....
المحامي
كان متميزًا عن أنداده.. متفوقًا في دراسته.. أنيقًا في مظهره..التحق بالجامعة.. واختار أن يكون إعلاميًا..بعد سنوات التخرج رأى أن يلتحق بالمحاماة.. وكان له ما أراد.. وبرع في عمله.. وكان لإدارته القضايا التي عُهِد إليه بها أثر بالغ في نجاحها..فتح مكتبًا خاصًا به وأصبح الإقبال عليه ملحوظًا.....
الصبي الذكي
الولد الوحيد عندها..لا دخل عندهما بعد وفاة من يعولهما..الأب الذي يعمل بكل طاقته ليصطاد ما يبيع في آخر نهاره..باغتته عاصفة قوية أثناء عمله.. فغرق وسط الموج المتلاطم..رغم تجاربه وقدرته على التغلب على الأجواء العاتية..فانقطع دخلهما..دفعت ابنها لأن يبيع السمك بدلًا من اصطياده.. فهو ابن الثانية عشر...
خليك بالبيت..
أجمل يوم في السنة.. يوم أن تزوجتك..وأجمل ما ترى عيني.. هو أن أراكِ..وأجمل ابتسامة تسعدني.. ابتسامتك..أنتِ الرقيقة والحبيبة.. والمطيعة والصابرة والمشجعة..لكِ مني رضاً ودعاءً واعتزازاً..ليت ابننا الذي ليس لنا غيره.. أن يرزقه الله بزوجة مثلك.. ليسعد كما سعدت..قالت له.. أنت أحسن من رأيت.. وأطيب من سمعت..وأنت...
يختص برحمته من يشاء..
يختص الله برحمته من يشاء..اختصاص الرحمة من الله.. فكيف تراها؟..هل هي في صحة أو مال أو ولد أو علم أو لقب أو جاه أو منصب؟..كل هذا نراه ويراه صاحبه مع من يراه..لكن..إذا ملك الإنسان منا كل ذلك من صحة ومال وولد وعلم وخلافه.. وكان قلقاً غير...
الحب هو..
تسير الأيام مسرعة..كأني بها طفل صغير..مطاردًا من تنين كبير..حاملًا عصاه ليطرده من مكانه إلى مكان آخر..أو كأني أرى الأيام تجري كالسحب..لتنتقل من حالها إلى حال آخر..ولتعبر عن نفسها في كل أماكنها..والناس ينظرون إلى الأيام..التي تبتسم أحيانًا لبعضهم..مرتدية ملابسًا ناصعة البياض..وتكشر عن أنيابها لبعضهم..وتمر على بعضهم في...
وما عند الله باقِ
لقد كانت الوحيدة المقربة من والديها..وبهذه المحبة والتقدير منهما استطاعت أن تدير البيت كله..أخواتها وإخوانها.. وأزواجهم وأزواجهن..محبوبة من الجميع..حكيمة في رأيها..حركتها دائبة..في مساعدة من يعمل معها..خلوقة في تعاملها..مفرداتها.. يقلدها الجميع من فرط إعجابهم بقولها..يدها كريمة.. فلا ترد من يطلبها..وتسعى لإعطاء من يحتاج..تبحث وتتقصى عن الأرامل والأيتام..كبرت...
يا خسارة..
بعد ست سنوات لم تنجب..كان الحزن يطبق عليها من كل الجوانب..فأمُّها تحفِّزها على الإنجاب..وأمُّ زوجها تحرِّضه للزواج بأخرى..وزوجها يضحك معها ويجاملها..وهي ترى محبته وحنانه..وهي أكيدة من أنه يخفي ألمه وأمنياته..اجتمعت العائلة بغير موعد في بيتها مع أمها وأمه..تناولت أمه الموضوع وقالت.. إن هذا يسمح لابني أن...
 أحمد حسن فتيحي