author

Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أيمن بدر كريّم
الابتذال الرقمي
تؤسفني ظاهرةُ الانفلات السلوكي في وسائل التواصل الاجتماعي، وانكشاف عوراتٍ فكرية وثقافية وعقلية وعنصريّة، من خلال مقاطع مصوّرة وتغريدات وتعليقاتٍ يندى لها جبين العاقل خجلاً، وتزيد من إحباط كثير من المُراقبين، حيث تُظهر منصّات الإعلام الحديث، إصابة كثيرين باختلالات معرفية، وأعراض اضطرابات شخصيّة عميقة، ومشكلات تتعلق...
هيئة للسعادة والمزاج
- يتحكّم مزاج الإنسان في كثير من تصرّفاته وردود أفعاله، ويتأثر بتعرّضه لظروف وتغيّرات اجتماعية كثيرة، فمثلاً، قد يُصبح أحدهم مُحبطاً أو حزيناً، ليس لمرض أو خلافه، لكن لأنه لا يملك مالاً كافياً يجعله سعيداً ويحلّ كثيراً من مشكلاته، أمّا عندما يكون الإنسان في مزاج جيّد،...
الحب.. نقيض السعادة
مُعضلة الحبّ أنه يملّ القُرب، إذ تضعف الرّغبة تدريجياً بالتلاحم والاقتراب.. وحالما تنقشعُ سحابة الغربة بالاتصال الجسدي الحميمي، يبدأ الشّغف في الانحسار، والحبُّ في الذّوبان، ولهذا قد يبدأ أحدهم بالبحث مرة أخرى عن حبِّ جديد غريب ليكتشف أسراره.. وهكذا دواليك.. إنها حقّاً مُعضلة عويصة!.تُشير دراسةٌ سلوكية...
كيف تصلي كالرجال يا زوربا؟!
- من مبادئ الأخلاق، فعلُ الخير ضرورة، لأنّه فضيلة.. وليس لأنّ له ثواباً بالضّرورة.. وتجنّب الشرّ ضرورة، لأنه خطيئة، وليس لأنّ له عقاباً بالضّرورة!.. الفضيلةُ لا تُبرَّر. يقول الفيلسوف (برتراند راسل): «ﻳﻤﻴﻞُ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻤُﻌﺘﻘﺪﺍﺕٍ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺭﻏﺒﺎﺗﻬﻢ، ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥُ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺈﻟﻪٍ ﻗﺎﺳﻲ ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻣُﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻪ...
كيف يتعلم الناس؟!
- قد يكون التعليم الأداة الأقوى تأثيراً في تشكيل الأفكار والشخصيات والسلوكيات منذ الصِّغر.. لكنه لا يجعل الإنسان أفضل أخلاقاً أو أكثر معرفةً بالضرورة، فالإنسان مدفوعٌ أيضاً بعُقَده النّفسية، وثقافته الاجتماعية، وتربيتهِ العائلية، ومصالحه الشخصية، بغضّ النّظر عن مستواه التعليمي.- كثيرون يقتبسون معلومات خاطفةٍ سطحية.. فهدفُهم...
علاقات شخصية سامة
- أكثر ما يفشل فيه الإنسانُ من خلال مُمارسته الاجتماعية، هو تكوينُ عَلاقات شخصيّة سليمة صحّية، ولعلّ ذلك يرجع إلى ارتفاع مستوى العَشم وسقف التوقّعات لديه. ومع مرور الوقت، وتكرار المُحاولات والتّجارب، يُصبح - وللأسف - أقلّ لطفاً، وأشدّ توجّساً، وأكثرَ انعزالاً.- يبدو لي، أنّ معظم...
الإبداع «لا» يخرج من رحم المعاناة!
- بعيداً عن المثالية، لا يخرجُ الإبداع من رحِم المُعاناة، بل من رحِم الدّعم المُناسب والظروف المُواتية للمواهب الفردية، مع انتشار العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وهو لا يتأتّى إلا بالانفصال عن التيّار السائد والاعتزال الاختياري عن جمهور الناس.. وبمعنى آخر: التحرّر من أسْر المُجتمع.- يتمُّ إجهاض...
من واقع الشهرة
- مع انتشار منصّات الإعلام الحديث، أصبح من السّهل التأثيرُ السريع والعجيب في الجماهير، عن طريق العدوى النفسيّة والهيستيريا الجماعية، بغضّ النظر عن أي منطقٍ سليم، وبذلك، أصبحت الجماهيريةُ والنجومية، تعتمدُ على المَظهر لا المَخبر، وعلى عدد المُتابعين لا نوعيّاتهم، وبالأخص، على مدى إثارةِ اللغط والجدل.-...
التفحّم الوظيفي!
أتناول اليوم مُصطلح «التفحّم» الوظيفي، ارتأيتُ أنّه يصفُ حالةً متقدّمة نهائيّة من الاحتراقِ النفسي؛ الذي يقضي بشكلٍ تام على كينونةِ الموظّف، وينهي معه أيّ فرصة لإنقاذه من انعدامِ رغبته في العمل أو اهتمامهِ بالإنتاجية، فضلاً عن شغفه بتطويرِ إمكاناته الوظيفية واكتسابِ التقدير والتميّز.وبعد مرور الموظّف بإعياءٍ...
مثالب الفضول
- معظم الناس لا يهتمُّون بك رعايةً وعنايةً أو لطفاً، إنما يُشجعهم الفُضول ويدفعهم الملل، وتُحرّكهم المصلحة.. لا أكثر!.. إذ يبدو أنّ هناك فائضٌ كبير من فراغ العقل، يشجّع كثيرين على التطفّل على حياة الآخرين دون اعتبارات إنسانية أو أخلاقية.. لذلك، لا تعوّل كثيرا على كلام...
 د. أيمن بدر كريّم