author

Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أيمن بدر كريّم
خيبة أمل
* يواجه إنسان العصر الحديث، خيبة أملٍ كبيرة في كلّ ما كان يعده بالخلاص، فالأنظمة السياسية، والثورات العلمية التقنية والصناعية والاجتماعية والترفيهية، وحتى المشاعر الدّينية، فشلت -بشكل عام- في جلب الطُّمأنينة النفسية والاستقرار الروحي.* يعاني كثيرون من أزمة منتصف العمر، نتيجة صدمةٍ نفسية عميقة أصابتهم في...
الحرّية الفردية والمجتمع
تُشَبِّه الفلسفة الرّواقية حال الإنسان بوصفه خاضعاً دوماً للأقدار والحاجات الضرورية، تشبّههُ بالكلب المشدود بلجامٍ طويل إلى عربة، يتمّ سحبه قسراً ليتبعها في جميع الأحوال، إلا أنّ له مساحة حريّة يتحرّك فيها دون تحرّر حقيقي.. والمعنى، أنّ الحياة لا تمنحُ الإنسان الحريّة الكاملة في التصرّف، والمجتمع...
مُعضِلة العقل وفضله
يرى (ابن رشد) أنّ الدّين لا يتعارض مع العقل، وأن سدّ باب التفلسف جهلٌ فاضح، وصدٌّ عن باب من الأبواب التي توصل إلى معرفة الله حقّ معرفته، وكانت تغلب عنده الدِّراية على الرواية، أي العقل على النّقل.. وكان (ابن خلدون) من أوائل من دعوا إلى إِعمال...
التديّن الافتراضي!
يعيش كثيرون في مُجتمعات يشتدّ فيها وازع الوعظ والإرشاد الدّيني وسلطان التقاليد والأعراف الاجتماعية، بشخصية مُزدوجة بصورة لا شعورية، تُصارع التوفيق بين عددٍ من المُتناقضات التي تُمليها عليهم المثالية ونقيضتها الواقعية، فكثيرون يُحبُّون الخير بأفكارهم، لكنّهم لا يطبّقونه في سِيَرهم العمَلية.. فإظهار صور وسلوك التديّن أمام...
ضرورة الاستثمار في الفنون الجميلة
الفنونُ الجميلة، ضرورةٌ اجتماعية وحاجة إنسانية مُلِحّة وليست مجرّد رفاهية، فالفنّ يعلّمنا حُسن التذوّق، وتربية النشء، وتعلّم الأدب الاجتماعي، وأن نصبح أكثر تسامحاً مع الآخرين، ونتعامل بصورةٍ إنسانية أفضل مع المُختلف..والفنونَ بشتـّى أنواعها (كالموسيقى والغناء والتمثيل والرّسم وأدب الرواية)، مُرادفةٌ للحياة والجَمال، وصورةٌ صادقةٌ للمجتمع تُشير...
تطوّر المجتمعات الأُحادية
يعتمد المجتمع الأُحادي في طريقة معيشته على نظام ثقافي أوحد لا يقبل التعدّدية ولا يسمح بالاختلاف، وهو بهذا أقرب للتخلّف والرّجعية والرّتابة، وأبعد ما يكون عن التطوّر والإبداع.. وفي خلال فترات التقدّم الحضاري والتغيير الثقافي، يعاني كثيرون من صراع نفسي عميق، نتيجة الصدام بين المثالية الدّينية...
صدمة النجاح
تظهر كثير من اضطراباتنا النفسية، نتيجة حرصنا الشديد على التنافس مع قُرنائنا، وإثبات أنفسنا للناس، لاكتساب مكانة لائقة في السلّم الاجتماعي، والحرص المحموم على تحقيق النجاح بكلّ وسائل الاستحواذ المُمكنة، وبحسب المعايير التي يتبنّاها المجتمع نفسه.. تكمن المعضلة النفسية الاجتماعية في الخوف من وصمة العار، وهي...
هكذا يُقال!
* يُقال: إنّ مشاعر الحب، مجرّد هرمونات ونواقل عصبية تدفع البشر للتزاوج، بغرضٍ أصيل وهو بقاء النوع واستمرار السُّلالة!، يُقال إنّ أعرابيًا سُئِل: «ما بلغ من حبّك لفلانة؟!.. فقال: والله إني لأرى الشمس على حائطها أحسن منها على حيطان جيرانها»! يبدو أنّ هرمونات العشق لديه حينها...
مجرّد ظنّ!
* مهما ادّعيت، فأنت لستَ مُحايداً في حكمك ومشاعرك، بل أسير نفسك، وعُقدك، ومزاجك، وخبراتك، وتجاربك، وتعليمك، وتربيتك، وظروفك الاجتماعية، ومصلحتك الشخصية، فلا تظنّ أنّه يمكنك الحكمَ بعدالة وتجرّد.. إطلاقاً.* وفي السّياق نفسه، لا تظنّ أنّك بجهدك وعملك وموهبتك الفذّة فحسب، قد تحصّلتَ على مكانتك الاجتماعية...
المسخ الأخلاقي
يتّسم التقدّم الفكري بالبطءِ والتراخي، بينما يتميّز التقدّم التّقني والترفيهي بالسّرعة الفائقة والتطوّر المُذهل، وهنا يظهر التباينُ الكبير بين منطق التقنية ومنطق الأخلاق في بعض المجتمعات.. إنّ الأديان تقوم على أُسس الأخلاق وليس العكس، والأخلاقُ بمجملها إنسانيةٌ في الأصل، ومن هنا يجب النظر إلى الأخلاق الحميدة...
 د. أيمن بدر كريّم