لستَ مُخطئًا!!

لستَ مُخطئًا!!

‏‏* تأخُذُكَ الحِيرَة في كثير من الأحيان إلى عوالم لم تكن تتوقع أن تكون بمثل ما هو ‏واقعها.. تُقلِبُ الأمورَ وتُحلِلُ، وتُحاول أن تفهم فتعود من رحلتك العقلانية بخفي ‏حنين. فلا المبادئ ولا الفضائل التي تعرفها وسمعت عنها وقرأتها وتعلمتها طوال ‏حياتك الأسرية والمدرسية والمجتمعية هي ما يُمارس على أرض الواقع، ولا ‏السيرورة والتطور الطبيعي للمجتمع الإنساني السليم تلمسه في كل ما يحدث في ‏فضائك المجتمعي، ولا شيء إطلاقاً ينبئك بأنه صح‎.‎فتعود مرة أخرى إلى رشدك ومنطقك المتعقل عسى ولعل أن يسعفك لتفسير ما تراه ‏وما تسمعه وما تلمسه من تعاملات حياتية يومية، أو ان يدفعك على أقل تقدير إلى ‏القبول بالانحرافات والسلوكيات المخالفة للفطرة الإنسانية السوية‎.‎‏ ‏‏ فتتساءل مع نفسك:أيعقل أن يحدث هذا في مجتمع يّعي ليل نهار عروبته وإسلاميته ‏ويتباهى بخصوصية ليست في مجتمعات بشرية أخرى؟‏* ومرة ثانية وثالثة ورابعة ترجع إليك نفسك كسيرة متألمة، ليس لعدم قدرتها على ‏الفهم والإدراك، أو لتخلفها العقلي، أو لاضطرابها النفسي، بل لأن ما تراه أنت ليس ‏له مبرر عقلاني، أو تفسير منطقي، فهو في كلياته يتعارض مع المبادئ الإنسانية ‏والفضائل البشرية تعارضًا ضديًا وحديًا، ومع ذلك يسود في المجتمع وكأنه هو ‏القاعدة، وهو (الصح)، وهو ما يجب أن يلتزم به الجميع.‏‏* في هكذا حال تشاهد انحدارًا مجتمعيا مخيفًا إلى درك سفلى قد لا يظهر في أيامك ‏أنت وقد لا يراه الآخرون المُنعَّمون في الغفلة والنفاق، بل سيظهر حتميًا في أسوأ ‏صوره وانعكاساته السلبية على كامل البناء المجتمعي في مستقبل الأيام وحينها لا ‏ينفع الندم، و»لا ينفع الصوت بعد فوات الفوت».‏‏* ومّما يزيد حيرتك أن معظم مَن يسمّون أنفسهم بالمثقفين والمتعلمين، وبعضاً ممّن ‏هم في موقع المسؤولية في إدارة هنا أو مؤسسة هناك يتفقون معك ظاهريًا في وجود ‏خلل مجتمعي عامل، بل وتراهم أكثر حيرة منك في نقد تلك الظاهرة، ويتفنون أبعد ‏منك في تحليل مسبباتها وخطورة نتائجها، ولكنهم وفي سلوكياتهم الحقيقية ‏وتصرفاتهم الحياتية أبعد ما يكونون عن كل مقولاتهم، وكأنهم كما قالت العرب:»كلام ‏ليل محاه النهار»!!.‏‏* تصرخ بأعلى صوتك، وتستنجد بكل قوتك، وتشد شعرك حتى الصلع علَّ أحداً ‏ينتبه، أو آخر يُحذّر مثلك إلى المخاطر، أو ثالث يبادر إلى التصحيح، أو رابع ‏يساعدك بالصوت، ولكن يعود إليك الصدى فارغًا فلا حياة لمن تنادي! وكأنه لم يكن ‏حولك سامر.‏‏* تعود إلى رشدك وتسأل ذاتك: هل الخطأ في فهمك وإدراكك أنتَ لما هو صح، ‏وما هو خطأ؟ أم ان الخطأ هو في الآخرين الذين يقلِبون الحقائق رأسًا على عقب، ‏ويُزَيِّفُون الفضائل والمبادئ بمثل ما يرغبون ويريدون؟ فيأتيك صوت الضمير ‏الإنساني الحيَّ ليقول لك ولكل فضائك المجتمعي إن الصح الذي شرعه الله، ونصّت ‏عليه الأديان، وأكدته القوانين لا يمكن أن يكون باطلاً حتى وأن ساد الأخير لفترة من ‏الزمن. فالحق هو الأبقى، وهو الدائم.. وأما الفساد، وقلة الذمة، وقلة الأمانة، ‏والتلاعب بالثلاث ورقات والثعلبية فلا تدوم، وسيكون مصيرها كلها إلى زوال، وإلى ‏مزابل التاريخ.‏

أخبار ذات صلة

لصوص (المساجد).!
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
;
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
;
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!
حديث القلب.. من ولي العهد
رؤية الحاضر للمستقبل
عام ثامن لرؤية مباركة
;
تعزيز منهج تعليم الخط العربي
الحُطيئة يهجو نادي النصر
الوعي.. السلاح الخفي!!
الكلمات قد ترسم المسارات..!