إسلامنا حمامة سلام يا سيدة ميركل!

طالبت المستشارةُ الألمانيَّة إنجلا ميركل بتدخُّل علماء الدِّين الإسلامي لتبرير موقف الإسلام من الإرهاب، وتبرئته منه، وأنَّ الإسلام فُهم بشكل خاطئ؛ ما حدا بوصفه بالإرهاب ...الخ.

سعادة المستشارة: نُقدِّر جهودكم الدوليَّة حيال القضاء على الإرهاب، ولكن منذ متى والإسلام يرهب الناس؟ أقول ربما لأنَّه دخل أوروبا بحمامة سلام، وهو ما جعلهم يستنفرون منه، ويعلنون معاداته حتَّى وصفوه بـ»الإرهاب». هل تحتاجين ردًّا يا سعادة المستشارة من علماء الدِّين يخبرونك عن الإسلام الذي حوى تحت جناحه كافَّة أطياف الدِّيانات السماوية، وخلافها، ومنها اليهوديَّة الذين سعت أوروبا لطردهم منها؟ هل تحتاجين ردًّا من علماء الدِّين يخبرونك على أنَّ الإسلام قدَّم حضارته للعالم في حقبة من الزمن، وجهابذة رجال الغرب اليوم نهلوا من مناهل آبائنا المسلمين؟ وما الأندلس إلاَّ مثال ناصع وساطع في قلب السماء. هل تحتاجين ردًّا من علماء الدِّين يخبرونك ماذا قال قرآنهم عن النصارى، وأنَّ الله أثنى عليهم، ووصفهم بالقلوب الرقيقة، والعيون الذارفة للحق والعدل واتباعه؟ هل تحتاجين ردَّا من علماء الدِّين يخبرونك عن سماحة الإسلام مع الوالدين غير المسلمين من حب لهما، ووفاء وإحسان، وطاعتهما، وخدمتهما أكثر من أبنائهم غير المسلمين؟ هل تحتاجين ردًّا يا سعادة المستشارة من علماء الدِّين ينفون فيه صلة الإرهاب بالإسلام؟ هل الشمس تُغطى بغربال؟!

مَن حضر لنا، وارتكبَ في أرضنا الجرائم، وغيَّر أنظمة الحكم، وشرَّد أهلها.. أليست أوروبا المتعجرفة، وروسيا، وإيران؟ ثم تستكثرون ردَّة فعل رعايا وشعوب المنطقة التي منها ما هو دفاع عن النفس، وتؤيده جميع الأديان، ومنها ما هو إرهاب ظهر مع الحروب تمقته جميع الأديان، وعلى رأسها الإسلام. وإنِّي أتعجَّبُ من كلِّ هذه البراءة التي تتحفنا فيها أوروبا، وهي تطلب من علماء المسلمين التنديد بالإرهاب!! ومنذ متى والحقيقة يهددها الباطل؟ ومنذ متى والشمس تحتاج لدليل؟ والعرب قالت:

وليسَ يصحُّ في الأفهامِ شيءٌ

إذَا احتاجَ النَّهارُ إلى دليلٍ

ومن الظلم أن يُؤتى بزمرة مجرمة تشوِّه الدِّين، ويُطلب من الأبرياء التنديد، وإبعاد التُّهم عنهم، وعن إسلامهم الذي يمتد لآلاف السنين!!