نحنُ وهُمْ.. يؤلمنا سؤال «مَن أنتمْ»؟!

بَعد أَحدَاث (11) سِبتمبر طُرح سُؤال «نَحنُ وهُمْ»، ومِن قَبل هَذا الحَدَث بآلَاف السِّنين؛ طَرَحَ إبليس مُصطلح «أَنَا وأَنتَ»، فِي سِيَاق رَفضه السّجود لآدَم –عَليه السَّلَام، حَيثُ قَال بكُلِّ وضُوح مُصنِّفًا نَفسه: «أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ

مِن طِينٍ»..!


يَقول عُلَمَاء الفَلسفَة فِي تَعريف السُّؤال الفَلسفي، إنَّه السُّؤال الذي يُطرَح فِي كُلِّ زَمانٍ، وفِي كُلِّ مَكان، ولَيسَت لَه إجَابَة مُحدَّدة، وأَسئِلَة مِثل: «مَن أَنَا»، و»مَن أَنتَ»، مِن تِلك الأَسئِلَة التي تُطرح فِي كُلِّ الأمكِنَة؛

وفِي كُلِّ الأزمِنَة..!


ومِن الطَّريف فِي هَذا الأَمر، أَنَّ أَحَد الفَلاسِفَة الألمَان الكِبَار، كَان يَسير فِي اللَّيل بجوَار حَديقَة، فسَأله شُرطي: «مَن أَنت»؟، مُطَالِبًا إيَّاه إبرَاز هَويّته، كَمَا يَحدث عِند أَي نُقطة تَفتيش، لَكن الفَيلسوف أُعجِب بالسُّؤال، وأَخَذَه عَلَى المَحْمَل الفَلسفي قَائلًا للشُّرطي: (إنَّني مُنذ خَمسين عَامًا، أُحاول أَنْ أَعرف مَن أَنَا، ولَم أَصِل إلَى نَتيجَة، فهَل لَديك إجَابَة

عَن هَذا السُّؤَال)..؟!

ولَو حَاولنَا تَوسيع الدَّائِرَة، لطَرحنَا السُّؤال عَلى الكَاتِب الأَمريكي «ريك مودي»، مِن خِلال عِبَارة الفَيلسوف «جون ديديون» التي تَقول: (الكِتَابة هي أَنْ تَقول أَنَا. أَنْ تَفرض نَفسك عَلَى الآخَرين بوَاسطة قَول: اسمَعني، فَكّر بطَريقتي، بَدّل

رَأيك)..!

لَم تَعجب هَذه الفَلسفَة الكَاتِب الأَمريكي «ريك مودي»، فقَال: (لَو كَان المَوضوع بهَذه البَسَاطَة، لأَردتُ باختصَار أَنْ أَستَسلم، وأَفعل أَمرًا آخَر بحيَاتي، بالرَّغم مِن أَنَّ هُنَاك «أنَا»، فِي كُلِّ وِجهة نَظر تَبدأ بِي أَوَّلًا، إلَّا أَنَّ هُنَاك «أَنتَ»، فِي كُلِّ قَارئ حُرّ، يَستَطيع التَّعبير عَمَّا يُريد فِي كُلِّ مَرَّة، وفِي هَذا السِّيَاق، لَا أَرَى الكِتَابة تَعبيرًا

عَن النَّفس، أَكثَر مِمَّا هي تَخفِيف مِن عِبء النَّفس)..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي أَن نُذكِّر بأنَّ سُؤال «الأَنَا» حَاضِرٌ فِي كُلِّ الأَذهَان والأَزمَان، فاطرَحوه عَلَى أَنفُسِكُم، وقَد كَان آخَر مَن طَرحه فِي زَمن الثَّورَات، «معمَّر القَذَافي» حِين قَال لشَعبهِ: «مَن أَنتُم»..؟!!

أخبار ذات صلة

التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
;
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»
رسائل مزعجة جداً!!
;
قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!