«مع ذلك فإنها تتحرك»

لا يخفى على مَن يطالع حركة المد والجزر المعرفي والعلمي، أن يستحضر في ذاكرة العلم، ذلك العالم الشهير جاليليو جاليلي، عالم الرياضيات والفلك، كان فيلسوفًا وفيزيائيًّا إيطاليًّا من أشهر علماء علوم الحياة، وُلِدَ في العام 1564م بمدينة بيزا الإيطالية.

ولجاليليو الكثير من الإسهامات التي أدت إلى تقدم البشرية في الرياضيات وفيزياء الفلك، وعلى حين أنه قد رُفِضَ طلبه الذي تقدَّم به للتدريس في جامعة بولينا، نجد أنه أول مَن وضع نظريات علم الحركة والجاذبية أو ما يُسمَّى «السقوط الحر»، وقام بإثباتها بالتجارب العملية بصعوده إلى أعلى برج بيزا المائل، وأظهر عمليًّا أن سرعة تساقط الأجسام إلى الأرض لا علاقة لها بكبر أو صغر وزن الجسم المتساقط، ودافع عنها بقوة على أسس فيزيائية مناقضًا بذلك نظرية الفيلسوف اليوناني أرسطو، التي ظلت قائمة لمدة ألْفَيْ عام معتقدة أن سرعة الأجسام تعتمد على الكتلة، لدرجة أن دافيد سكوت رائد الفضاء في رحلة أبولو 15 في العام 1971م أجرى تجربة «السقوط الحر» على سطح القمر باستخدام المطرقة والريشة، وقال جملته المشهورة: «لولا العالم الجليل جاليليو ما وصلنا هنا».


ومن إنجازاته أيضًا تطوير علم المناظير والعدسات باختراعه للتلسكوب، من خلال وضع عدستين في طرفي أنبوبة من الرصاص، وكان ذلك أفضل بكثير مما صنعه العالم ليبرش الذي تمكن به جاليليو من رسم مراحل دوران القمر، ويُعدُّ أول مَن أثبت أن سطح القمر ليس أملس، وفق ما كان سائدًا من تصورات، إضافةً إلى أنه يُعد أول من وَثَّقَ أقمار كوكب المشتري الأربعة التي على أساسها تمكَّن من بناء نظريته الشهيرة، بأن الشمس هي محور الكون، وأن الأرض وغيرها من الكواكب تدور حول الشمس، مخالفاً بذلك اعتقاد الكنيسة في ذلك الوقت، الأمر الذي أدى إلى محاكمته وسجنه في منزله إلى وفاته، ومنع كتبه من النشر والتداول لمدة مئتي عام، وإجباره على إنكار نظريته، وقد فعل ذلك مضطرًّا تحت التهديد أمام القاضي، ومع ذلك يذكر أنه عند خروجه من المحكمة مع سَجَّانه التفت إليه قائلًا بصوت خافت: «مع كل ذلك فإنها تتحرك».

وفي هذا تبيانٌ جَليٌّ عن معاناة العلماء في عصور الظلام في ذلك الوقت، الأمر الذي صاحبه توقف التطور المعرفي لعلم الفلك، نحو ما يقارب مئتي عام، إلى أن جاء العالم نيوتن، وأكمل المسيرة في استمرار تطور الكشوفات العلمية التي أفادت البشرية، وعادت بالنفع والخير على العالم أجمع.

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!