الانحياز إلى الحق.. بديل أمثل للحياد

الحياد الذي يسعى الإعلاميون والصحفيون إلى ترسيخه في عالمهم الذي يصنعون، والذي عزَّ عليهم أن يكون راسخا فيما تنتجه بعض وسائلهم، والذي يسعى إليه السياسيون أن يكون في كل مواقفهم حاضرا، ويفشلون غالبا منذ عرفوا هذا المبدأ وحتى يوم الناس هذا، فالحياد أمر عزيز على كل نفس إنسانية، هي بطبعها أنانية إلا فيما قل من البشر الذين آمنوا بأن هذا في هذا العالم حق والعدل أن ينحازوا إليه، بل هو أوجب واجباتهم التي يجب أن يعملوا لها بإخلاص، وأن أي تخلِ عنه هو أداة لنشر الظلم في هذا العالم وحمايته، وفي الإعلام عبر كل وسائله إذا كان الترويج لمواقف مائعة لا تستند إلى نصرة الحق وإعلاء كلمته في هذا الكون كله، فهو يسعى بجدية لنشر الظلم الذي يتبعه الفساد في جميع جوانب الحياة والأنشطة الإنسانية، وهو ما رأيناه عبر عشرات السنين الماضية، فكل بؤر الصراع التي نتجت عنها من المظالم أسوأها وأقذرها عبر حروب مدمرة قضت على آمال كثير من البشر أن يحيوا على الأقل في أمان واستقرار وإن اختفى من حياتهم الكثير من اليسر المادي، ذلك أن الإعلام في واقع الأمر لم يقف -كما يُدّعَي- من المتصارعين على الحياد، بل في الغالب ينحاز للقوى الظالم منهم، فأكثر وسائل إعلام الغرب المؤثرة تقف دوما منحازة لما يحقق للغرب مصالح كثيرة، وإن دمر شعوبا وقضى على بلدان كانت مستقرة، وأظن الأمثلة ماثلة للعيان واضحة في عالم اليوم، فهذه قضايا الأمم المقهورة كلها لا يتناولها الإعلام بانحياز إلى الحق والعدل، وإنما ينحاز إلى من تسببوا في القهر الذي أدى إلى التدمير

، بل في كثير من الأحيان يضفي على من تسبب في القهر أوصافا تجعلهم في القمة من أخلاق العدل، وبؤر الصراع المظلمة في العالم ومن سوء الحظ أن جلها اليوم في عالمينا العربي والمسلم، مثل فلسطين العربية المحتلة، وبلاد (الروهينجا) في «ميانمار» وفي كل بلد اليوم يتعرض بعد ما سمي بالربيع العربي لأسوأ ألوان القهر مثل سوريا وليبيا، وغيرهما.


إن الانحياز للحق أمر رباني فالله يقول: (إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، وعقلاء البشر كذلك فهذا «مارتن لوثر» يقول: (أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة، وعلى الإنسانية أن تختار بين حياد يقود إلى ظلم أو انحياز إلى حق يقود إلى عدل).

أخبار ذات صلة

لصوص (المساجد).!
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
;
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
;
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!
حديث القلب.. من ولي العهد
رؤية الحاضر للمستقبل
عام ثامن لرؤية مباركة
;
تعزيز منهج تعليم الخط العربي
الحُطيئة يهجو نادي النصر
الوعي.. السلاح الخفي!!
الكلمات قد ترسم المسارات..!