الحياة ما بعد التقاعد

• كثيرون من لهم وجهات نظر في هذا الجانب، وخاصة من المتخصصين في علم الإدارة، ومن عملوا ثم تقاعدوا بعد إكمال السن النظامي في عمل الوظيفة.

• ومن قراءاتي المتفرقة، وخاصة في مناهج علوم الإدارة، فقد سألتُ ذات مرة أحد علماء الإدارة عن رأيه في هذا الجانب، فكان رأيه كمتخصص بضرورة حصول الموظف -أي موظف- على التقاعد حال استحقاقه له. والتمتع بالفترة ما بعده، للمزايا النفسية والصحية والاجتماعية والسياحية، التي تمنحه وأسرته الراحة والاستقرار النفسي، وتُنسيه متاعب الوظيفة السابقة والتزاماتها، وهو ما دأب عليه معظم أفراد دول العالم الغربي بعد تقاعدهم.


• ومن القصص المترجمة التي قرأتها أيضاً في هذا الصدد، أن شخصية قيادية أوروبية كانت تُدير مُنشأة خدمية كبيرة، وبعد تقاعده أخذت تتسابق عليه منشآت عديدة أخرى وبرواتب مغرية تفوق راتبه السابق، للخبرة التي يختزنها في مجال عمله السابق، لكنه رفض بحجة الرغبة في الاستمتاع بحياة التقاعد الجديدة، التي تُمثِّل الراحة والحرية، ومزاولة النشاطات التي حُرِمَ منها خلال فترة خدمته السابقة.

• كما توصي كتب الطب النفسي وعلماؤه بضرورة تمتُّع الموظف -أي موظف- بالإجازات المستحقة له خلال عمله، لما لها من مردود إيجابي في تجديد حياته الوظيفية ونشاطه العملي، كما توصي باستثمار فترة ما بعد التقاعد للفوائد التي تتخللها، والتي تعود عليه وعلى أسرته بالخير والمنفعة دنيا وآخرة.


• إن حياة التقاعد مليئة بما يعود على المتقاعد بالمسرَّة والارتياح، بل وتُكسبه حياة هو بحاجة لها إذا أحسن التمتُّع بما فيها من مميزات نافعة؛ لأنَّ مَن يتشبَّث بالبقاء في الوظيفة، هم مَن تَيَّمْهُم حُب السلطة، وعاشوا أبراجها، فلا غرابة أن يعيشوا بعد تركها في حالة من القلق وعدم الارتياح، لافتقاد ما كانوا عليه من سلطة وهالة وعلوٍ ومركزية!

• خاتمة: إن التقاعد لم يُسنْ -بعد إمضاء سن معينة في الوظيفة- إلا وله مردوده الإيجابي في حياة الموظف.

فهلا استثمرنا هذه الحياة الجديدة، واستمتعنا بما فيها من فرصٍ تُمثِّل السعادة والاستقرار النفسي للمتقاعد وأسرته، بعد ترك الوظيفة؟، ذلك ما نرجوه.. والله الموفق.

أخبار ذات صلة

«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!
حديث القلب.. من ولي العهد
رؤية الحاضر للمستقبل
عام ثامن لرؤية مباركة
;
تعزيز منهج تعليم الخط العربي
الحُطيئة يهجو نادي النصر
الوعي.. السلاح الخفي!!
الكلمات قد ترسم المسارات..!
;
التَّشهير بالمتحرِّشات
الهلال.. ونعمة الزواج!!
الإداريات والترقيات
من مشكلة إلى سياحة!!
;
أدب في الليث: صالون من الذكريات
كل إناء بما فيه ينضح
{... فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}؟!
أثر حرية التعبير على النهضة العلمية في الإسلام