لعاشق العربية.. وفيصلها

كانت الجلسة الحوارية التي نظمتها إمارة منطقة مكة المكرمة احتفاءً باللغة العربية في يومها العالمي الأحد المنصرم بمقر الإمارة، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ثرية بكل تفاصيلها وأحداثها.. فالعرس عرس العربية.. والحضور عشاق ومريدون.. يقودهم «عاشق» بمرتبة «أمير».. وقد تشرفتُ أن أكون مقدم الحفل، ومدير الجلسة الحوارية، وبدأت مقدمتي شعراً .. هكذا:

(طالبين القرب)


ها جئت أطلب منك القرب سيدتي

لولاكِ ما غصّتِ الأشواقُ في رئتي


مدي يديكِ لهذا الصبِّ إن له

عُمراً تمزّقَ بالأحزانِ والشتَتِ

مُدّي يديكِ -فتاةَ الحسنِ- واحتسبي

أجرَ الحنانِ وأجر العطفِ والصلةِ

ماذا أكونُ.. وماذا قد يَكُونُ غَدي

لو لم تكوني عروسَ السحرِ يا لغتي

وأضفتُ نثراً:

نتحلق اليوم حول منارة من منارات هويتنا الراسخة في تربة هذا الوجود، حول لغتنا العربية.. رمز العبقرية والخلود.. نجتمع لنحتفي بها في عرسها العالمي.. كما احتفتْ بِنَا في عمرها المديد عبر التاريخ..

نحتفي بعربيتنا.. ضيوفاً لدى الكريم ابن الكرام، ونتغنى بها كما يفعل الطامحون.. الراكضون إلى الأمام.. فالعربية لغة الأمس واليوم.. ولغة الغد المشرق تحت شمس هذا الوطن العربي المجيد:

لا غرو مهما تهاوتْ دونكِ الهممُ

سيّانَ اسمكَ في الآفاقِ والقممُ

تأتيكَ حبواً هي الأمجادُ ظامئةً

هنا الكرامُ..هنا الأخلاقُ والشيمُ

منارةٌ أنت في التاريخ يا وطني

أنتَ البدايةُ.. ثمّ الخلقُ تنتظمُ

لكن راعي الحفل، بدأ كلمته باعتراض «مدهش» على ما جاء في مقدمتي، حين دعوته فيها بـ»أمير الفصاحة والبيان»..

قال سموه: «أنا لستُ أميراً للبيان.. بل أنا عاشقٌ للعربية.. وأفتخر بكوني عاشقاً للغة القرآن العبقرية.. فصفقت القلوب قبل الأيادي»..


في كلمته أبدى سموه غيرة وحباً لعربيته تكفيان لأن تكونا نموذجاً يحتذى؛ امتعض سموه ممن لا يقدرون لغتهم ولا يبادلونها الاحترام الذي تستحق، هاجم المتفاصحين الذين يميلون لجعل كلامهم مزيجاً من اللغات، وكعادة سموه فقد أطلق مبادرة عملية، مساهمة منه في تعزيز العربية وتمكينها، وترسيخها -لغةً للعصر ورمزاً للهوية- لدى الأجيال القادمة.

وتناولت الجلسة الحوارية ثلاثة محاور: الاعتزاز باللغة العربية، ودور وسائل الإعلام في تعزيز المهارات اللغوية وتمكينها، بالإضافة إلى محور تعريب المعارف وترجمتها. وشهدت مشاركات ثرية ومهمة من حضور اللقاء، بدأها أستاذ العربية العتيد الناقد الدكتور عبدالله المعطاني، وفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد، والدكتور عبدالله الوشمي (أمين مركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية)، والدكتورة منى المالكي، والدكتور عبدالعزيز الجهني، والدكتور علي الخبتي... وعدد من طلاب الدراسات العليا والبكالوريوس بجامعة الملك عبدالعزيز.

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!