الأوقات.. زبدة الحياة!

الوَقت، هَذا السَّائِل الذي يُشكِّل مَادة الحيَاة وعَجينتهَا، لَه أَهميَّة كَبيرَة، ومَع ذَلك لَا يَعرف قِيمته كَثيرٌ مِن النَّاس، ولقَد صَدَقَ الفَيلسوف "كارل ساندبرغ" حِينَ قَال: (الوَقت هو درهم حيَاتك، وهو الدّرهم الوَحيد الذي تَملكه، وأَنتَ وَحدك تَستَطيع تَحديد طَريقة صَرفه، فكُن حَذِرًا، خَشيَة أَنْ تَدع أُنَاساً آخَرين يَسرقونه، ثُمَّ يُنفقونه نيَابةً عَنك)..!

إنَّ الوَقت عَدوٌ شَرس، فإذَا ضيّعته ضَيّعك، كَمَا يَقول "شكسبير"، أَمَّا "عَقْرَبَا السَّاعَة" فهُما كالمَقصِّ الذي يَقطَع الوَقت مِن الجَسَد؛ فِي اللَّيلِ والنَّهَار..!


وفِي عَالَم الوَقت، لَا تُصدِّق نَظريّة ضِيق الوَقت؛ أَو الانشغَال، ولَكن الخَطَأ دَائِماً فِي كَيفيَّة تَوزيع الوَقت، أَو فِي طَريقة استغلَاله، ولقَد صَدَقَ الألمَان فِي أَمثَالِهم عِندَمَا قَالُوا: (لَدينَا دَائِماً كِفَايَة مِن الوَقت؛ إذَا أَحسنَّا استعمَاله)..!

أَكثَر مِن ذَلك، هُنَاك مَن يُنَادي بنَظريّة "ادِّخَار الوَقت"، وهَذه نَظريَّة غَير مُجديَة، لأنَّ الوَقت سَائِل، يَمرُّ مِثل النَّهر، إمَّا أَنْ تَشرَب مِنه، أَو يَذهَب إلَى غَيرك، وفِي ذَلك يَقول الفَيلسُوف "رنج": (فِي النِّهَايَة، الوَقت هو كُلّ مَا نَملكه، والأَجدَى أَنْ لَا نَدّخره، بَل أَنْ نَستَمتع بِهِ)..!


ولَا تَعرف أَهميّة الوَقت عِندَ الإنسَان؛ إلَّا بمَعرفة الأشغَال التي يَملأ بِهَا وَقته، ولقَد أَشَار إلَى هَذه النُّقطَة؛ الفَيلسُوف "جوته" عِندَما قَال: (قُل لِي مَا الذي يَشغل وَقتك، أَقُل لَكَ مَن أَنتَ)..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: مَا أَجمَل عِبَارَة ذَلك الحَكيم؛ الذي قَال: (يُمكننَا استرجَاع الثَّروَة المَفقُودَة؛ بالاجتهَاد والاقتصَاد.. والمَعرفَة المَفقودَة بالدَّرس.. والصِّحة المَفقودة بالحِميَة والدَّوَاء.. أَمَّا الوَقت المَفقُود، فلَا يُمكن استرجَاعه أَبدًا)..!!

أخبار ذات صلة

«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!
حديث القلب.. من ولي العهد
رؤية الحاضر للمستقبل
عام ثامن لرؤية مباركة
;
تعزيز منهج تعليم الخط العربي
الحُطيئة يهجو نادي النصر
الوعي.. السلاح الخفي!!
الكلمات قد ترسم المسارات..!
;
التَّشهير بالمتحرِّشات
الهلال.. ونعمة الزواج!!
الإداريات والترقيات
من مشكلة إلى سياحة!!
;
أدب في الليث: صالون من الذكريات
كل إناء بما فيه ينضح
{... فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}؟!
أثر حرية التعبير على النهضة العلمية في الإسلام