أعداء الجديد والترفيه والفرح

بالرغم من النمو الحضاري المتسارع الذي تعيشه بلادنا الحبيبة تحت مظلة قيادتها الرشيدة -نسأل الله أن يحفظها من كل حاقدٍ وحاسد- بالرغم من ذلك نجد بين أفرادها مَن يُعادي ألوان الفرح الذي تعيشه بلادنا بكل صوره، ويرى أن مباهج ذلك الفرح المُباح دينياً واجتماعياً، ستكون مهلكة للدين، ومضعفة لمتانته في قلوب أفراد المجتمع، وهو بذلك التصوُّر غير المنطقي يضع ديننا العظيم -المحفوظ من الله سبحانه- في مهبِّ الريح، ومن السهولة إضعافه في قلوب الملتزمين به، وهذا أمر يخالف الواقع، بل يناقضه تماماً، فالالتزام بالدين الحنيف أمر سهل وميسَّر بأمر الله سبحانه وتعالى، ويتخلله الكثير من ألوان الفرح والحزن والكبد، وتُواجهه الكثير من الصعوبات التي تُعدُّ امتحاناً للعباد على متانة التزامهم بهذا الدين، ولعل تلك الفئة التي أُسمِّيها المتشائمة دوماً، تجعل من كل جديد تنتجه الأمم بدعة قد تُضعِف الدين، ثم نراها تمارس كل ألوان الهجوم، وتختلق لها الفتاوى المنطلقة من أحاديثٍ ضعيفة أو مكذوبة، لتحارب بها ذلك الجديد.

والغريب أن كل تلك الممارسات المعادية لكل جديد ما تلبث أن تتهاوى وتسقط، ولنا في التاريخ القريب الكثير من الأمثلة، كفتاوى تحريم تعليم البنات، ثم تحريم الراديو والتلفاز والبرقيات والهواتف المحمولة، والتصوير والكاميرات... وغير ذلك من المُحرَّمات السابقات، والتي تحوَّلت إلى حلالٍ في وقتٍ لاحق، وتحوَّل مُحرِّموها إلى أكثر الناس تمسكاً بها في مسار حياتهم، ولعل آخر ما قام به أولئك المُحرِّمون هو شن الهجوم المُكثَّف عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر بعض المنابر الدعوية المنطلقة قناعاتهم من بعض فتاوى التحريم التي ستسقط حتماً كما سقطت سابقاتها، لضعف حججها، وانطلاقها من أحاديث ضعيفة أو مكذوبة، كل ذلك الهجوم على ما تقوم به هيئة الترفيه التي وفَّرت للمواطن الكثير من الميادين والبرامج التي تُدخل عليه الكثير من ألوان الفرح والسرور والبهجة، والتي نجحت بدرجةٍ عالية، ولازال المجتمع ينتظر منها المزيد، وخاصة المستدام منها، والذي ينطلق من بنية تحتية تدفع لاستمرار تلك الألوان.


وكم كانت سعادتي غامرة عندما زرتُ مع أفراد أسرتي بعض تلك البرامج التي تتضمن الكثير من التنوُّع في مساراتها، وخاصةً على كورنيش جدة، وبالطبع في مختلف مناطق المملكة، لا فرق، حينما وجدتُ في تلك البرامج -وبكل أمانة- كل الالتزام والاحترام، والتقيُّد بالسلوكيات الفاضلة من المرتادين له، مما يوحي بدرجة التحضُّر الذي يعيشه مجتمعنا في بلادنا الحبيبة، وتأكَّدت من بطلان ما يقوم به أعداء الترفيه والفرح مِن تهويلٍ لنواتج تلك الممارسات الترفيهية، ويقيني أن هؤلاء سيكتشفون بعد حين أن مجتمعنا لا تهز قيمه وسلوكياته أي دعاوى كيدية، أو دعاوى تحت مسمَّى حماية الفضيلة ومحاربة الرذيلة، كما يطلق عليها البعض.

حفظ الله بلادنا من كل كارهٍ وحاقد ومثبط؛ لتقدّمه وتطوّره.. وحفظ قيادته الرشيدة.. والله من وراء القصد.

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!