رحيل البسطاء إلى دار البقاء..

كنت في فرسان للقيام بواجب العزاء في زوج أختي أبو أحمد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، ذلك الرجل الثمين الذي فقدناه والذي منذ تاريخ زواجه وحتى تاريخ رحيله لم يكن سوى روحٍ جميلة لرجل عاش كل حياته مسالماً ورحل وكل محبيه يبكون رحيله المؤثر، وكلهم يتذكر إنسانية وبساطة الإنسان محمد أحمد نسيب القريب والحبيب والأخ الكبير الذي قط ما أزعج ولا أساء إلى أحد أبداً، والحمد لله أنه لم يترك أثراً لغصة في قلب أحد، (لا) قريب و(لا) بعيد، وأن كل ما تركه هو حنانه وصدقه وبراءته وإحسانه وزوجته وأبناؤه وبناته وحُسن تربيته لهم، فقد أنجز والله واستثمر وعلَّم وأدَّب وزرع في قلوبهم حب الوطن وأوصاهم بخدمته والإخلاص له، وهم بفضل الله اليوم يعملون في مواقع مشرِّفة وبشهادات عليا ولكل واحد وواحدة منهم صفات ولا أجمل ولا أروع، وكأنهم صور منسوخة من أبوين جميلين يحملون جينات الحب والطيب والإنسانية، واسأل الله أن يعوضه الجنة ويعوضهم بفقده خيراً وأن يجبر قلوبهم وأن يمتعهم في حياتهم كلها ليكونوا كلهم كما كان «هو» إنساناً نبيلاً. وهناك يا سادتي كان العزاء والبكاء والمكان فرسان جزيرتي ومهبط رأسي وجنتي وحياتي، الأرض التي حملت أقدامي وبللت طفولتي وسكنت روحي وما غادرتها أبداً، ولولا ظروف الحياة والقدر لكنت ابنها الذي يعيش في أحضانها حتى الممات!.

ومن هنا أقول شكراً من القلب لكل من واسانا وكل من شاركنا أحزاننا وأخص بالشكر بلدية فرسان التي قدمت وتقدم لفرسان وأهلها الكثير المذهل، ومن يصدق أنها تشارك أهل فرسان «كلهم» أفراحهم وأحزانهم وتحضر معهم وتتكفل بالمناسبات على نفقتها وتعتني بهم، حيث تقدم لهم كل ما يلزم «وببلاش»، فأي جمال يوازي هذه اللفتة الإنسانية الرائعة والتي بجد تليق بالشكر والثناء. ولأني كنت هناك كان لي جولة مع الأخ والقريب الدكتور أحمد إبراهيم عباس الطبيب الذي يعمل في بلدية فرسان ليطلعني بحب على الكثير الذي قدمته وأنجزته البلدية من مشاريع مذهلة وجبارة، ولا غرابة في ذلك طالما أنها تعامل الإنسان بحب وتشاركه الفرح والترح بإحساس وإحسان.

(خاتمة الهمزة).. ليست الحياة سوى رحلة قصيرة تنتهي في أي لحظة!!، لكن الأجمل هو أن تكون جميلاً في حياتك لتترك خلفك صوتك وصورتك وأفعالك وإحسانك.. رحمك الله يا أبا أحمد وأحسن الله إليك.. وهي خاتمتي ودمتم.