البنوك تتبرع بأقساطها.. والصحة تزيد بدلاتها!

* (فيروس كورونا «كوفيد-19») خَلَق أزمة صِحيّة عالميّة، وهو بكل تداعياته، بعث بعدة رسائل، كان منها في زاوية قبل أمسِ الثلاثاء (تذكير دول العالم لاسيما الكبرى منها ذات القرار) بتلك الشعوب المحطمة، التي يموت منها سنويًا عشرات، بل مئات الألوف جَرّاء الفقر والمرض، وانتشار الأوبئة؛ كـ»أشقائنا السوريين، والروهينجيين»، فهلا استمعت لأنينهم، وسارعَت في نجدتهم.

* أما داخليًا فإنَّ نجاح المملكة -ولله الحمد- في محاصرة (كورونا) بما اتخذته من إجراءات وخطوات احترازية استباقية حمل (رسالة تأكيد) على قدراتها وخبراتها وتكامل مؤسساتها في إدارة الأزمات، الذي ساهم فيه ثقة المجتمع، وثقافته، ووعْيه، والتزامه بالتطبيق.


* ومن الرسائل التي كتبها (فيروس كورونا) بحروف من ذهب (التضحيات الكبيرة) التي قدمتها مختلف المؤسسات الحكومية، لاسيما (أبطال وزارة الصحة)، الذين لم يلتفوا لمخاطر العدوى التي تحيط بهم؛ فهم يواصلون الليل بالنهار للقيام بالفحوصات، ورعاية المصابين، ومتابعة حالتهم، إضافة لبَثّ الإحصائيات الدقيقة والشفافة، والمواد التوعوية التي خاطبت أطياف المجتمع كافة؛ فعطاء أولئك الأوفياء كان مَحِلّ تقدير واعتزاز أبناء الوطن والمقيمين فيه، ولكن لعل (إخلاصهم وإنجازاتهم التي سطروها من منطلقات دينية ووطنية وأخلاقية) تفتح «ملف البدلات» التي كان بعضهم محرومًا منها، لمبررات غير مقنعة، ومنها تحديدًا ما يخصُّ (العدوى والخطر)، فالمنطق يأمرُ بها وبزيادتها.

* ولأنّ (أزمة كورونا) ليست صحية فقط بل «اقتصادية» فطائفة من المواطنين تأثرت أحوالهم؛ بسبب غلاء أسعار طائفة من السِلع الاستهلاكية، أو لأن عجلت أعمالهم ووظائفهم قـد توقفت تمامًا كتلك المرتبطة بالسياحة والسفر والعمرة، وسيارات الأجرة، وتطبيقات النقل والتوصيل، وغيرها، وهذا ينادي رجالات القطاع الخاص برسالة عنوانها: لسنوات طويلة وأنتم تحظون بالتسهيلات النّوعِيّة، التي حقّقت لكم الأرباح الضخمة؛ فقد حان الوقت لتثبتوا إيمانكم بالمسؤولية الاجتماعية، وترسموا ذلك على أرض الواقع من خلال المساهمة بالمعونات والتخفيضات، وتوزيع المستلزمات الطبية، ودعم الجمعيات الخيرية.


* أما البنوك التي تورمت خزائنها بعائدات القروض الاستهلاكية والعقارية؛ فالمتوقع منها مساعدة المُقْتَرِضِين بتأجيل أقساطهم مدة هذه الظروف الاستثنائية الطارئة، بل يمكنها إعفاءهم منها، خاصة وأنها لن تخسر شيئًا؛ فَفَوائدها تراكمية، نِسَبُهَا إلى المبلغ الأساسي تبلغ النصف بل تتجاوزه، فهَل تتسابق على ذلك (مَصَارِفُنَا)، فليست في وطنيتها وثرواتها باَقَلَّ من (البنوك الأردنية) التي فَعَلتها.

أخبار ذات صلة

أمير الشرقية يلتقي الكُتّاب
فيضٌ عاطر من صيد الخاطر
رصـــــــاص
متى تتوفَّر مصادر التمويل؟!
;
إسرائيل: كلب مجنون بدون أسنان
عسير.. أيقونة المصايف وعروس السياحة
الذهب الوردي السائل في المملكة
شارع سلطانة!!
;
الطبيب (سعودي).!
حين تغيب الرقابة ٣ مرَّات..!!
العالم المصري (مشرفة).. اينشتاين العرب!!
الأخلاقُ.. كائنٌ حيٌّ!
;
500 مليون دولار.. للقضاء على مرض شلل الأطفال
القصيدة الوطنية.. بدر بن عبدالمحسن
محمد بن سلمان.. القائد الاستثنائي ومنجزات وطن
الربيعة.. وشفافية الوزارة