السعودية .. والتقرير الهزيل

لقد كان التقرير الذي أصدرته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA بشأن مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي -رحمه الله- وقدمته للكونجرس الأمريكي أقل ما يوصف بأنه تقرير هزيل لعدم استناده على أية معلومات موثقة وإنما بعبارات (ربما...ونستنتج)، ومثل هذه التقارير لا تُقبل من مؤسسات صغيرة فما بالك بوكالة استخبارات..!!. وقد رفضت المملكة هذا التقرير جملة وتفصيلاً.. لأنها استنتاجات مسيئة لدولة تحكم بالشريعة الإسلامية خاصة باعترافها ببشاعة الجريمة وإجراء التحقيقات مع المتورطين، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.

ولكن القضية أخذت عدة أبعاد منها الانتقام من الإدارة السابقة في كل قراراتها حيث شكك ترامب في التقرير وأنه لن يضحي بالحليف السعودي؛ فجاء (بايدين) ليتخذ الاتجاه المضاد! بل لم يكتف بذلك وأصدر قراراً برفع اسم جماعة الحوثي كجماعة إرهابية من قائمة الإرهاب العالمي، كما تمت العودة الى الاتفاق الأوبامي بشأن برنامج ايران النووي والذي انسحب منه ترامب مسبقاً.


ومع أن السعودية تتعامل بحنكة واتزان في المواقف إلا أنها ترفض رفضاً قاطعاً التدخل في شؤونها الداخلية وأية إملاءات تمس كيانها وسيادتها!، ولكن لماذا الآن مثل هذه الإسفافات؟، هل القوة والمراكز العالمية التي وصلت اليها السعودية في مجالات شتى قد أوغرت صدور الحاقدين فقاموا بدس الدسائس؟! فالسعودية تمتلك أكبر مخزون احتياطي في العالم من النفط وهي في المرتبة الأولي عالمياً إنتاجاً وتصديراً. بل هي أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم في 2019، وبلغ احتياطي الغاز في المملكة العربية السعودية 237.4 ترليون قدم مكعبة قياسية. كما استضافت السعودية دول مجموعة العشرين في 2020م كأحد أعضائها واستطاعت إدارة الاجتماعات افتراضياً، وصدّت أكثر من مليوني هجمة إلكترونية شرسة عن طريق الأمن السيبراني. بل أن السعودية أصبحت رابع دولة عالمياً عسكرياً ولديها مصانع تنتج أقوى أنواع الأسلحة.. وهي قائدة على مستوى العالم الاسلامي لوجود المقدسات الاسلامية بها ويؤمها كل يوم حوالي ملياري مسلم في صلواتهم ويعاضدونها في كل مواقفها السياسية والعسكرية والاقتصادية.

كما تحتضن أراضيها الثروات الطبيعية من المعادن النفيسة وتمثل احتياطات هائلة لم تستخدم.. هذا فضلاً عن مقومات حضارية بما تحتضنه أراضيها من حضارات إنسانية قديمة مما يجعلها منطلقاً لكشوفات علمية وأسرار يتهافت عليها الباحثون والسواح الأجانب من كل حدب وصوب. وفوق هذا وذاك تضم شعباً أبياً أحب قياداته وأخلص لها، وهاهي منصات التواصل الاجتماعي تضج وتدين التقرير المسيء للدولة السعودية وللأمير المحبوب سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.


ولكن ماذا عمن يتشدقون بحقوق الإنسان؟!، أين هم من تطبيق تلك المعايير في بلادهم والمعروف أن أمريكا قامت على العنصرية وليس أدل على ذلك من الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين الذين قتلوا وشردوا وصودرت أراضيهم وحتى الآن لا يتقلدون أية مناصب قيادية!!، وكذلك تعاملهم مع الزنوج بعنصرية ومنها حادثة (فلويد) مما أثار الاحتجاجات والعنف فقطعوا رؤوس التماثيل لكرستيفوركلومبوس وجورج واشنطن.. وغيرهم. وصدق صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل في كلمته الرائعة في مؤتمر مجلس العلاقات العربية الأمريكية بواشنطن حينما قال: «الذي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة» .

لن نسمح بتقارير مزيفة من CIA وغيرها من المساس بأمننا؛ فقد كانت تلك التقارير سبباً في دمار العراق بوجود أسلحة دمار شامل، وظهر أنه لتدمير قوة بلاد الرافدين، وكذلك ضربة عسكرية على مصنع أدوية في السودان بحجة انتاج مواد كيميائية.. ولكن الى متى هذه الغطرسة الأمريكية!؟، فالسعودية لديها حلفاء آخرون وشراكات كبرى مع قوى عالمية.. ويكفينا فخراً أنها قد حصلت على المركز الأول عالمياً في مؤشرات متنوعة ومنها ثقة السكان في الحكومة لعام 2021م حسب تقرير إيدلمان للثقة 2021م، والمواطن دمه فداء للوطن ولحكامه.

أخبار ذات صلة

قبسات من رأس المال الاجتماعي.. والأسوة الحسنة
المملكة تعيد رسم خريطة التكامل الاقتصادي مع العراق
تعرَّف على نفسك !!
إيجاري.. والحاجة للتطوير
;
معكوســــــــة
الحوكمة في الأزمات
الزي الوطني.. هوية الأمة وعنوان حضارتها
لصوص (المساجد).!
;
سلالة النبيِّ هارون..!!
أنا ونحنُ.. وآخرون
تناقص معدلات الإنجاب حول العالم!
المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية
;
رؤية السعودية.. رحلة تنموية ومستهدفات فائقة الجودة
الجامعات السعودية وتقرير رؤية 2030
المخالفات المرورية.. ومحدودو الدخل
«فيوز القلب» بعد صلاة الفجر..!!